للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أثر في فضل رأي عبد الله بن عباس وأبيه رضي الله عنهما]

(٩٨٦) قال الإمام أبو عبيد في كتاب «الغريب» (١):

كان سفيان بن عيينة يحدِّث عن عاصم بن كُلَيب، عن أبيه، عن ابن عباس: أنه شَاوَرَ عمرَ في شيء، فأَعجَبَهُ كلامُهُ، فقال عمرُ: نِشنِشَةٌ أَعرِفُها من أَخشَنَ. هكذا كان يُحدِّث ابن عيينة.

قال الأصمعي: وإنما هي شِنشِنَة أعرفُها من أخزمٍ.


(١) «غريب الحديث» (٤/ ١٤٠).

ووَصَله يعقوب بن شيبة في «مسند عمر» (ص ٩٨) عن علي ابن المديني. والحميدي (١/ ١٨ رقم ٣٠) وابن سعد (٣/ ٢٨٨) عن سعيد بن منصور. وابن أبي عمر العَدَني في «مسنده»، كما في «المطالب العالية» (٢/ ٣٤٧ رقم ٢٠٦٨) -ومن طريقه: ابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (١/ ٢٩٠ رقم ٣٨٧) والفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (١/ ٥٢١) -. والبزَّار (١/ ٣٢٦ رقم ٢٠٩) عن إبراهيم بن سعيد وأحمد بن أبان. جميعهم (ابن المديني، والحميدي، وسعيد بن منصور، وابن أبي عمر، وإبراهيم بن سعد، وأحمد بن أبان) عن ابن عيينة، به. ولفظه: كان عمرُ بن الخطاب إذا صلَّى صلاةً جلس للناس، فمن كانت له حاجةٌ كَلَّمَه، وإن لم يكن لأحدٍ حاجةٌ قام فدخل، قال: فصلَّى صلواتٍ لا يجلس للناس فيهنَّ، قال ابن عباس: فحَضَرتُ البابَ، فقلت: يا يَرْفَأ، أبأمير المؤمنين شكاةٌ؟ فقال: ما بأميرِ المؤمنينَ من شكوى. فجَلَستُ، فجاء عثمان بن عفان، فجلس، فخَرَج يَرْفَأ، فقال: قُم يا ابن عفان، قُم يا ابن عباس، فدَخَلنا على عمرَ، فإذا بين يديه صُبَرٌ من مال، على كلِّ صُبرةٍ منها كِنْفٌ، فقال عمرُ: إنِّي نَظَرتُ في أهل المدينة فوَجَدتُكُما من أكثر أهلِها عشيرةً، فخُذَا هذا المال فاقْتَسِمَاهُ، فما كان من فضلٍ فرُدَّا، فأمَّا عثمانُ فحَثَا، وأمَّا أنا فجَثَوتُ لِرُكبَتَيَّ، وقلت: وإن كان نقصانًا رَدَدتَ علينا؟ فقال عمرُ: نِشنِشة من أخشنٍ. هذا لفظ الحميدي.
قال يعقوب بن شيبة: حديث صالح الإسناد وَسَط.

<<  <  ج: ص:  >  >>