للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[حديث آخر في كراهية كثرة المال]

(٩٣٤) قال الإمام أحمد (١): حدثنا حسن، ثنا ابن لَهِيعة، ثنا أبو الأسود، أنَّه سَمِعَ محمد بن عبد الرحمن، يحدِّث عن أبي سنان الدُّؤَلي: أنه دَخَل على عمرَ بن الخطاب وعنده نَفَرٌ من المهاجرين الأوَّلين، فأرسَلَ عمرُ إلى سَفَطٍ (٢) أُتِيَ به من قلعةٍ من العراق، وكان فيه خاتم، فأخذه بعضُ بَنِيهِ فأَدخله في فِيهِ، فانتزعه عمرُ منه، ثم بكى عمر، فقال له من عنده: لِمَ تبكي وقد فتح اللهُ لك، وأظهَرَك على عدوِّك، وأقرَّ عينكَ؟! فقال عمرُ: إنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «لا تُفتحُ الدُّنيا على أحدٍ إلا ألقى اللهُ بينهم العداوةَ والبغضاءَ إلى يومِ القيامةِ»، فأنا أُشفِقُ من ذلك.

هذا إسناد جيد (٣)،

لأنَّ ابن لَهِيعة قد صرَّح فيه بالتحديث فزال محذور تدليسه، لكن قال الإمام علي ابن المديني: الحسن بن موسى إنما سَمِعَه من ابن لَهِيعة بآخره، وإنما يُروى حديث ابن لَهِيعة ممَّن سَمِعَ منه قبل أن يُصاب بكُتبِهِ، / (ق ٣٧٦) مثل ابن المبارك وأبي عبد الرحمن


(١) في «مسنده» (١/ ١٦ رقم ٩٣).
وأخرجه -أيضًا- عَبد بن حميد في «المنتخب من مسنده» (١/ ٩٨ رقم ٤٤) والبزار (١/ ٤٤٠ رقم ٣١١) من طريق الحسن بن موسى، به.
(٢) السَّفَط: بالتحريك، كالجوالقِ والقُفَّة. «القاموس» (ص ٦٧٠ - مادة سفط).
(٣) في هذا نظر؛ فمحمد بن عبد الرحمن، وهو ابن لَبيبة، قال عنه ابن معين: ليس حديثه بشيء. وضعَّفه الدارقطني.

وضعَّفه الشيخ الألباني في «السلسلة الضعيفة» (١٠/ ٤٧٥ رقم ٤٨٧١).

<<  <  ج: ص:  >  >>