وأخرجه -أيضًا- الفَسَوي في «المعرفة والتاريخ» (٢/ ٣١٠، ٤٤٧) وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (٥/ ٢٤٥ رقم ٢٧٧٤) والدارقطني في «المؤتلف والمختلف» (٤/ ٢٠٧٤) من طريق ابن عيَّاش، به. ووقع في إحدى رواياتي الفَسَوي تسمية عروة بن مُغيث بـ: «عروة بن معتِّب»! (٢) يرويه إسماعيل بن عياش، وقد اضطرب فيه: فمرَّة قال: عن عُتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر اليَزَني، عن عروة بن مُغيث الأنصاري، عن عمرَ بن الخطاب! ومرَّة قال: عن عُتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر اليَزَني، عن عروة بن معتِّب، عن النبيِّ صلى الله عليه وسلم! أما الوجه الأول: فقد ذكره المؤلف. وأما الوجه الثاني: فأخرجه ابن قانع في «معجم الصحابة» (٢/ ٢٦٣) والطبراني في «المعجم الكبير» (١٧/ ١٤٧ رقم ٣٧٣) والحسن بن سفيان وابن أبي خيثمة والإسماعيلي في «الصحابة»، كما في «الإصابة» (٦/ ٤١٨) من طريق إسماعيل بن عيَّاش، عن عُتبة بن تميم، عن الوليد بن عامر اليَزَني، عن عروة بن معتِّب: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: ... فذكره! وقد بيَّن الخطيب البغدادي في «المؤتنِف»، كما في حاشية «المؤتلف»: أن الاختلاف في هذا الحديث في موضعين: أحدهما: إبدال معتِّب مُغيث. والثاني: زيادة عمر بن الخطاب. قلت: وعُتبة بن تميم: قال عنه ابن القطان في «بيان الوهم والإيهام» (٣/ ٥٠٠): لا تُعرَف حاله.
والوليد بن عامر اليَزَني: مجهول الحال، روى عنه اثنان، وأورده البخاري في «التاريخ الكبير» (٨/ ١٤٩ رقم ٢٥١٧) وابن أبي حاتم في «الجرح والتعديل» (٩/ ١١ رقم ٤٨) ولم يَذكرا فيه جرحًا ولا تعديلاً. وله شاهد من حديث بُرَيدة رضي الله عنه: أخرجه أبو داود (٣/ ٢٤٧ رقم ٢٥٧٢) في الجهاد، باب ربُّ الدابة أحق بصدرها، والترمذي (٥/ ٩٢ رقم ٢٧٧٣) في الأدب، باب ما جاء أن الرجل أحق بصدر دابته، وأحمد (٥/ ٣٥٣) وابن حبان (١١/ ٣٦ رقم ٤٧٣٥ - الإحسان) والحاكم (٢/ ٦٤) من طريق الحسين بن واقِد، عن عبد الله بن بُرَيدة، عن أبيه قال: بينما النبيُّ صلى الله عليه وسلم يمشي، إذ جاءه رجلٌ ومعه حمار، فقال: يا رسولَ الله، اركب، وتأخَّر الرَّجلُ، فقال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم: «لأنت أحقُّ بصدر دابَّتِك، إلا أنْ تجعلَه لي»، قال: قد جَعَلتُهُ لك، قال: فركب. قال الترمذي: حسن غريب. وصحَّحه الحاكم على شرط مسلم، ووافقه الذهبي. وصحَّحه -أيضًا- الحافظ في «تغليق التعليق» (٥/ ٨٠). قلت: قال الإمام أحمد: ما أنكر حديث حسين بن واقِد وأبي المُنيب عن ابن بُرَيدة. وقال -أيضًا-: عبد الله بن بُرَيدة الذي روى عنه حسين بن واقِد ما أنكَرَها. يعني الأحاديث التي رواها حسين عنه. انظر: «العلل ومعرفة الرجال» (١/ ٣١٠ رقم ٤٩٧ - رواية عبد الله) و «الجرح والتعديل» (٥/ ١٣). وقد خولف حسين بن واقِد في روايته، خالَفَه حبيب بن الشَّهيد -وهو ثقة ثبت، روى له الجماعة- فرواه عن عبد الله بن بُرَيدة: أنَّ معاذَ بن جبل أتى النبيَّ صلى الله عليه وسلم بدابَّة ليركبها ... ، الحديث. هكذا مرسلاً. ومن هذا الوجه: أخرجه ابن أبي شيبة (٥/ ٢٢٦ رقم ٢٥٤٦٨) في الأدب، باب ما قالوا في الرجل أحق بصدر دابته وفراشه. قال الشيخ الألباني في «صحيح سنن أبي داود» (٧/ ٣٢٥): ولا شك أن هذا المرسل أقوى من الموصول. قلت: ولم يتنبَّه لعلَّته محققو «مسند الإمام أحمد» (١/ ٢٧٢) و (١٧/ ٣٨٣ - ط مؤسسة الرسالة) فصحَّحوا إسناده.