للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبل ذلك بنحوٍ من ستِّ سنين -رضي الله عنه وأرضاه-، وإلا فقد كان عند عمرُ أهلاً لذلك، وفوقَ ذلك، كما في الحديث الآخر الذي رواه الإمام أحمد (١)، حيث قال:

(٩٧٩) حدثنا محمد بن فُضيل، حدثنا إسماعيل بن سُمَيع، عن مسلم البَطِين، عن أبي البَختَري قال: قال عمرُ -رضي الله عنه- لأبي عُبيدة بن الجرَّاح: ابسُطْ يدَك حتى أُبايعَكَ، فإنِّي سَمِعتُ رسولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يقول: «أنت أمينُ هذه الأُمَّةِ»، فقال أبو عُبيدة: ما كنتُ لأتقدَّمَ بين يدي رجلٍ أَمَرَه رسولُ الله صلى الله عليه وسلم أن يؤُمَّنا، فأَمَّنا حتى مات.

هذا إسناد جيد، وفيه انقطاع، لأنَّ أبا البَختَري لم يُدرك عمرَ، بل ولا عليًّا، فيما قاله شعبة بن الحجَّاج وأبو حاتم الرازي (٢).

/ (ق ٤٠١) طريق أخرى

(٩٨٠) قال البزَّار (٣): ثنا عمر بن الخطاب السِّجِستاني، ثنا عبد الغفار بن داود، ثنا (عبد الجبار) (٤) بن عمر الأَيْلي، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، عن عمرَ: أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: «لِكُلِّ أُمَّةٍ أمينٌ، وأمينُ هذه الأُمَّةِ أبو عُبيدة بن الجَرَّاح».


(١) في «مسنده» (١/ ٣٥ رقم ٢٣٣).
وأخرجه -أيضًا- الحاكم (٣/ ٢٦٧) من طريق محمد بن فضيل، به، وقال: صحيح الإسناد.
فتعقَّبه الذهبي بقوله: منقطع.
(٢) انظر: «المراسيل» لابن أبي حاتم (ص ٧٦).
(٣) في «مسنده» (١/ ٢٢٦ رقم ١١٤).
(٤) في الأصل: «عبد الرزاق»، ثم ضرب عليه المؤلِّف، وكَتَب فوقه: «عبد الجبار»، والذي في «البحر الزخار»، و «مخنصر زوائد البزار» (٢/ ٣٣٠ رقم ١٩٦٠): «عبد الرزاق»، وكلاهما يروي عن الزهري، لكن في كلام البزَّار الذي اختَصَره المؤلِّف ما يبيِّن أن الصواب: «عبد الرزاق»، وإليك نص ما قاله البزَّار: وهذا الحديث لا نعلمه رواه عن الزهري إلا عبد الرزاق بن عمر، وهو رجل قد حدَّث عنه غير واحد: يحيى بن حسان، وعبد الغفار بن داود، وغيرهما، ولا نعلم أحدًا تابَعَه على روايته هذا الحديث عن الزهري، وإن كان عمر بن حمزة قد رواه [عن] سالم عن أبيه عن عمرَ.
قلت: وعبد الرزاق هذا، هو: ابن عمر الثَّقَفي، أبو بكر الدِّمشقي: قال عنه ابن معين: ليس بشيء. وقال مرة: ليس بثقة. وقال مرة: كذَّاب. وقال البخاري: منكر الحديث. وقال أبو داود: ضعيف الحديث، سُرقت كُتُبه وكانت في خُرج، وكان يتتبَّع حديث الزهري. انظر: «تهذيب الكمال» (١٨/ ٤٨).
وقال الحافظ في «التقريب»: متروك الحديث عن الزهري، ليِّن في غيره.

<<  <  ج: ص:  >  >>