وهذه الرواية معلَّة؛ لأن جماعة من الرواة رووه عن هشام بن عروة، فزادوا في إسناده عبد الرحمن بن عبدٍ القاري، وهم: ١ - محمد بن إسحاق: وروايته عند البيهقي (٢/ ١٤٣). ٢ - يعقوب بن عبد الرحمن: وروايته عند ابن المنذر في «الأوسط» (٣/ ٢١٠ رقم ١٥٢٤). ٣ - معمر: وروايته عند عبد الرزاق (٢/ ٢٠٢ رقم ٣٠٦٩). إلا أنهم وافقوا عبد العزيز بن محمد في ذِكر التسمية في أول التشهد. وهذه الرواية معلَّة -أيضًا-، فقد قال البيهقي عقب روايته: كذا رواه محمد بن إسحاق بن يَسَار، ورواه مالك، ومعمر، ويونس بن يزيد، وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب، لم يَذكروا فيه التسمية. وقد نبَّه الحافظ في «الفتح» (٢/ ٣١٦) إلى أن زيادة التسمية في تشهد عمرَ -رضي الله عنه- إنما وردت من طريق هشام بن عروة، دون طريق الزهري. قلت: وظاهر صنيع الدارقطني في «العلل» (٢/ ١٨٠ - ١٨١) أنه يُعلّ رواية هشام جملة، فقد أورد الخلاف بين الزهري وهشام، ورجَّح رواية الزهري، وقال: وهشام لا يَذكر في الإسناد عبد الرحمن بن عبدٍ. ومما ينبغي التنبُّه له: أن الدارقطني -رحمه الله- لم يَذكر رواية مَن رواه عن هشام بإثبات عبد الرحمن بن عبدٍ في إسناده، فلعله لم يقف عليها. فائدة: قال ابن المنذر في «الأوسط» (٣/ ٢١١): ليس في شيء من الأخبار الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذِكر التسمية قبل التشهد. (٢) انظر: «مواهب الجليل» (١/ ٥٤٣) و «عِقد الجواهر الثمينة» (١/ ١٠٥).