للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقول: «مَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يَقعُدَنَّ على مائدةٍ يُدَارُ عليها الخمرُ، ومَن كان يؤمنُ باللهِ واليومِ الآخرِ فلا يَدخُلِ الحمَّامَ إلا بإزارٍ، ومَن كانت تؤمنُ باللهِ واليومِ والآخرِ فلا تَدخُلِ الحمَّامَ».

هذا إسناد حسن (١)، ليس فيه مجروح، ولم يخرِّجوه.

وعمر بن السَّائب هذا: ذَكَره أبو حاتم الرازي (٢)، فقال: روى عن القاسم بن أبي القاسم، وعنه: عمرو بن الحارث، وابن لَهِيعة.

وقال (٣) في شيخه القاسم بن أبي القاسم: روى عن قاصِّ الأجناد، وعنه: عمر بن السائب. ولم يزد على هذا القدر، وفيه مقنع، والله أعلم.

وقد أَفرَدتُ أحاديث الحمَّام في مُصنَّف على حِدَة (٤)، ولله الحمد والمنَّة.


(١) قاصَّ الأجناد: مجهول، لذا ضعَّفه المنذري في «الترغيب والترهيب» (١/ ٢٠٢) والهيثمي في «مجمع الزوائد» (١/ ٢٧٧).
و-أيضًا- رواية عمر بن السائب، عن القاسم بن أبي القاسم منقطعة، كما نصَّ على ذلك البخاري في «التاريخ الكبير» (٦/ ١٦٢ رقم ٢٠٣٨).
وقد قال المنذري في «مختصر سنن أبي داود» (٦/ ١٤): وأحاديث الحمَّام كلُّها معلولة، وإنما يصحُّ فيها عن الصحابة رضي الله عنهم.
وقال الخطيب في «الموضح لأوهام الجمع والتفريق» (١/ ٣٦٢): المدينة لم يكن بها حمَّام على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والحمَّامات إنما كانت في ذلك الوقت ببلاد الشام، وبلاد فارس.
وقال ابن القيِّم في «زاد المعاد» (١/ ١٧٥) و «المنار المنيف» (ص ١٠٦): لم يصحُّ في الحمَّام حديث.
(٢) في «الجرح والتعديل» (٦/ ١١٣ رقم ٦١٠).
(٣) الموضع السابق (٧/ ١١٧ رقم ٦٧٢).
(٤) وقد طُبعت بتحقيق الشيخ سامي بن محمد جاد الله، نشر دار الوطن (الرياض).

<<  <  ج: ص:  >  >>