للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلا برِجله (١). فقال له الجارود: أَفِق يا أميرَ المؤمنين، فإنَّ اللهَ لم يكن لِيرانا نُفضِّلك على أبي بكرٍ. فسُرِّي عنه، فلمَّا كان من العشي صعد المنبرَ، فحَمِدَ اللهَ، وأثنى عليه، ثم قال: ألا إنَّ أفضلَ هذه الأمَّة بعد نبيها أبو بكرٍ، مَن قال غيرَ ذلك بعد مقامي هذا فهو مفتري، وعليه ما على المفتري.

هذا إسناد جيد قوي.

وفيه دلالة على عقوبة الشِّيعة (٢) بهذا النَّكال، والرافضي (٣) أسوأ حالاً منه، وقد ذهب / (ق ٢٦٨) عبد الرزاق بن همَّام إلى تكفير الرافضة، وهو رواية عن الإمام مالك -رحمه الله-، وذهب طائفة آخرون إلى أنهم لا يستحقُّون شيئًا من الخُمُس، ودلائل ذلك مبسوطة في غير هذا الموضع، والله أعلم.


(١) كذا ورد بالأصل. وعند عبد الله بن الإمام أحمد في «السُّنة»: «حتى شَغَر برجليه».
(٢) أصل الشيعة: الفِرقة من الناس، وتقع على الواحد والاثنين والجمع، والمذكَّر والمؤنَّث، بلفظ واحد، ومعنًى واحد، وقد غلب هذا الاسم على كل مَن يزعم أنه يتولى عليًّا رضي الله عنه وأهل بيته حتى صار لهم اسمًا خاصًّا. «النهاية» (٢/ ٥١٩ - ٥٢٠).
(٣) الرافضة: فِرقة من الشيعة. قال الأصمعي: سُمُّوا بذلك لتركهم زيد بن علي. «مختار الصحاح» (ص ١٥٧ - مادة رفض).

<<  <  ج: ص:  >  >>