للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الليل، والقاضي فخر الدين بن نسيبة حصل له محنة من السلطان وأخرجه إلى اللواح (١)، فأقام بها نحو سنتين، ثم في سنة ٨٩٧ هـ (٢) رسم بعوده إلى القاهرة، فعاد وهو مقيم بها إلى يومنا هذا والله لطيف بعباده، وأما النائب فإنه انتمى إلى الدوادار الكبير وبذل مالا ورسم باستمراره في النيابة والنظر.

ومما وقع في هذه الحادثة أنه لما توجه ناصر الدين (٣) إمام الصخرة بالمحاضرة كما تقدم أشهد عليه دقماق أنه عزل مما بيده من نصف إمامة الصخرة، وقرر فيها القاضي شهاب الدين بن المهندس، فلما وصل النائب إلى القاهرة ورسم له باستمراره في النيابة والنظر، حصل لإمام الصخرة ناصر الدين بن الشنتير الاجتماع بالسلطان، ولامه على ما صدر منه من التكلم فيما لا يعنيه من سفره بالمحاضر، وكونه يفعل قاصدا ووبخه بمثل ذلك، فاستغفر الله ، وكان لفظه للسلطان يا مولانا أعف عني عفا الله عنك، ووقع بينهما كلام لطيف من جملته أن السلطان أمره أن يرمي بحضرته النشاب، فرمى فأعجب السلطان رميه وأمره أن يجعل عمامته كعمامة الجند كما كانت أولا، وحصلت له عناية فرسم السلطان باستمراره في نصف الإمامة على عادته، وعزل القاضي شهاب الدين بن المهندس، وكتب له توقيع شريف بذلك معناه أن يستقر في نصف الإمامة على عادته، وعزل شهاب الدين بن المهندس الذي قرره المجلس العالي (٤) (٥) دقماق بغير طريق شرعي ولا مرسوم شريف، وحضر إمام الصخرة إلى القدس الشريف في شهر رمضان، وقرئ توقيعه بالمسجد الأقصى (٦) بعد صلاة الجمعة عقب ختم البخاري، وإهدائه في صحائف السلطان، وفي رابع شهر شوال توجه القاضي شمس الدين بن مازن المالكي إلى وطنه بغزة، واستخلف عنه في الحكم بالقدس القاضي تقي الدين أبا بكر ابن العلم المالكي، قاضي الرملة.

وفيها استقر القاضي شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن المهندس، المقرئ الحنفي في وظيفة قضاء الحنيفية بالقدس الشريف وبلد سيدنا الخليل، ، عوضا عن القاضي شمس الدين الديري بمساعدة الأمير


(١) اللواح أ: الواح ب ج د هـ فأقام بها … لطيف بعباده أ ب: - ج د هـ.
(٢) ٨٩٧ هـ/ ١٤٩١ م.
(٣) ناصر الدين ب: - أ ج د هـ.
(٤) المجلس العالي: رسم المكاتبة إلى أمير مكة، واستغرب وجود هذا اللفظ، موجه إلى دقماق نائب القدس، ينظر: العمري، التعريف ٣٣.
(٥) المجلس العالي أ: السيفي ب ج د هـ.
(٦) بالمسجد الأقصى بعد … المالكي قاضي الرملة أ ب: - ج د هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>