للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

﴿يَقْتُلُونَنِي﴾ (١)، فلا تشمت بي الأعداء ولا تجعلني مع القوم الظالمين، فاستحيا موسى منه ثم خلاه وضمه إلى صدره، وسأل الله المغفرة والرحمة له ولأخيه.

وأقبل (٢) موسى على بني إسرائيل يعاتبهم فأخبروه بقول السامري، فأقبل السامري وهو مغضب، وسأل (٣) عن أمره فأخبره بما كان، فهم موسى بقتله، فأوحى الله إليه: أن (٤) لا تقتله فإنه سخي في قومه، ولكن أخرجه من عسكرك، ثم عمد موسى إلى صخرة عظيمة فلم (٥) يزل يضرب بها العجل حتى تقطع، ثم أحرقه بالنار حتى صار رمادا وذراه في البحر فقال: لو كان هذا إلها كان يدفع عن نفسه، وسكت عن موسى الغضب، فأقبل على بني إسرائيل وقال لهم: ﴿ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخاذِكُمُ الْعِجْلَ﴾ (٦)، فقالوا: يا موسى اسأل ربك لنتوب.

فأوحى الله إليه: إنه لا توبة لهم لأن في قلوبهم مرضا من حب العجل، فأخرج من رماد العجل وألقاه (٧) في الماء، ثم أمرهم ليشربوا منه، فإنه يظهر ما في قلوبهم على وجوههم، فلما فعل ذلك لم يبق أحد ممن في قلبه مرض أو غم من كسر العجل إلا أصبح مصفرا لونه، فلما رأوا ذلك أيقنوا بالموت، فقالوا: يا موسى ما لنا غير التوبة الخالصة، وقد أخلصنا في توبتنا حتى أنك لو تسأل ربنا (٨) أن نقتل أنفسنا فنقتلها.

فأوحى الله لموسى (٩) إني قد رضيت عليهم بحكمهم في أنفسهم، فذلك قوله تعالى: ﴿فَتُوبُوا إِلى بارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ﴾ (١٠)، فقالوا (١١): كيف نقتل أنفسنا ونحن أهل وأقارب، فأنزل الله عليهم ظلمة، فلم يبصر بعضهم بعضا حتى أن الرجل كان يأتي إلى أخيه وابن عمه وهو لا يعرفه فيقتله (١٢)، والسلاح لم يعمل فيمن لم


(١) الأعراف: [١٥٠].
(٢) وأقبل: أ د هـ: فسأله ب ج.
(٣) وسأل أ: فسأله ب ج د: - هـ/ فهم أ: + موسى ب ج د: - هـ.
(٤) أن أ: - ب ج د هـ من أ: عن ب ج د: - هـ.
(٥) فلم أ ج د هـ: ولم ب.
(٦) البقرة: [٥٤].
(٧) وألقاه أ ج د هـ: وألقه ب أمرهم أ ج د هـ: مرهم ب.
(٨) لو تسأل ربنا أ د: لو سألت ربك ب: لو تسأل ربك ج هـ فنقتلها أ ج د: لقتلناها ب: - هـ.
(٩) لموسى أ ج د هـ: إلى موسى ب قد أ ج د: - ب هـ.
(١٠) البقرة: [٥٤].
(١١) فقالوا أ ب ج هـ: قالوا د.
(١٢) وهو لا يعرفه فيقتله أ ج د هـ: فيقتله وهو لا يعرفه ب والسلاح لم يعمل أ ج د هـ: وكان السلاح لا يعمل ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>