للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى عصرنا هذا تسعمائة سنة.

فهذه المدة التي تقدم تفصيلها قبل ذلك في أماكن متفرقة وجملتها: من هبوط آدم إلى آخر سنة تسعمائة (١) من الهجرة الشريفة سبعة آلاف سنة ومائة سنة وستة عشر سنة على اختيار المؤرخين كما تقدم عند ذكر سيدنا آدم، ، والخلاف في ذلك كثير ويأتي ذكر بناء مدينة سيدنا الخليل، ، وأول من اختطها فيما بعد، إن شاء الله تعالى.

ولما فرغ (٢) سليمان من بناء مسجد بيت المقدس سأل الله ثلاثا: سأله حكما يوافق حكمه، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده، وسأله أن لا يأتي هذا المسجد أحد لا يريد إلا الصلاة فيه، إلا خرج من ذنوبه كيوم ولدته أمه، ولهذا كان عبد الله بن عمر، ، يأتي بيت المقدس فيدخل (٣) فيصلي ركعتين، ثم يخرج ولا يشرب فيه، كأنه يطلب دعوة سليمان.

وروي عن النبي، ، أنه قال: «إن سليمان بن داود، (٤)، سأل ربه ثلاثا فأعطاه اثنتين، ونحن نرجو أن يكون قد أعطاه الثالثة: سأله حكما يصادف حكمه فأعطاه إياه (٥)، وسأله ملكا لا ينبغي لأحد من بعده فأعطاه إياه، وسأله أيما رجل يخرج من بيته لا يريد إلا الصلاة في هذا المسجد أن يخرج من خطيئته كيوم ولدته أمه، فنحن نرجو أن يكون قد أعطاه إياه» (٦).

ولما رفع سليمان (٧)، ، يده من البناء بعد الفراغ منه وإحكامه، جمع الناس وأخبرهم أنه مسجد لله تعالى، وهو أمره ببنائه، وأن كل شيء فيه لله من انتقصه (٨) أو شيئا منه فقد خان الله تعالى، وأن داود عهد إليه ببنائه وأوصاه بذلك من بعده، ثم اتخذ طعاما وجمع الناس جمعا لم ير مثله قط، ولا طعاما أكثر منه، ثم أمر بالقرابين (٩) فقربت إلى الله تعالى، وجعل القربان في رحبة المسجد وميز ثورين وأوقفهما قريبا من


(١) ٩٠٠ هـ/ ١٤٩٤ م.
(٢) ولما فرغ أ ب ج د: فلما فرغ هـ مسجد أ: - ب ج د هـ.
(٣) فيدخل أ ج د هـ: - ب.
(٤) أ ج د هـ: ع ب.
(٥) إياه أ ج د هـ: - ب.
(٦) ينظر: ابن كثير، البداية ٢/ ٢٦؛ السيوطي، إتحاف ١/ ١٢١.
(٧) رفع سليمان أ ب ج د: فرغ سليمان هـ.
(٨) من انتقصه أ ب د: فمن انتقصه ج هـ.
(٩) بالقرابين أ ب ج د: القرابين هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>