للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تعالى (١)، فعادت مشوية على حالها، قالوا: كن أنت يا روح الله أول من يأكل ثم نأكل بعدك، قال عيسى: معاذ الله أن يأكل منها إلا من طلبها وسألها. ففرق الحواريون أن تكون إنما أنزلت (٢) سخطه فيها مثلة، فلم يأكلوا منها.

ودعا لها عيسى، ، أهل الفاقة (٣) والزمانة من العميان والمجذومين (٤) والبرصى والمقعدين وأصحاب الماء الأصفر والمجانين. فقال:

كلوا من رزق الله هو ربكم ودعوة نبيكم فإنه رزق ربكم فتكون المهنأة لكم والبلاء لغيركم واذكروا اسم ربكم، وكلوا (٥) ففعلوا.

وصدر عن تلك السمكة والأرغفة والرمانات والتمرات والبقول ألف وثلاثمائة من رجل وامرأة بين فقير جائع وزمن ومبتلى بآفة كلهم شبعان (٦) يتجشى (٧)، فنظر عيسى فإذا ما عليها كهيئته حين نزل (٨) من السماء. ورفعت السفرة إلى السماء، وهم ينظرون إليها.

واستغنى كل فقير أكل منها يومئذ، فلم يزل غنيا حتى مات، وبرئ كل زمن من زمانته فلم يزل بريئا حتى مات. وندم الحواريون وسائر الناس ممن أبى أن يأكل منها حسرة (٩)، وشابت منها شعورهم، وكانت إذا نزلت بعد ذلك أقبلوا إليها حبورا من كل مكان يركب بعضهم بعضا الأغنياء والفقراء والرجال والنساء، فلما رأى عيسى ذلك جعلها نوبا بينهم.

وكانت تنزل غبا (١٠) يوما وتغيب، يوما كناقة ثمود ترعى يوما وترد يوما، فلبثت كذلك أربعين صباحا تغيب يوما وتنزل يوما، حتى إذا فاء الفيء طارت صعدا ينظرون إليها وإلى ظلها في الأرض حتى توارت عنهم، فأوحى الله إلى عيسى: أن اجعل مائدتي رزقا لليتامى والزمنى دون الأغنياء من الإنس، فلما فعل ذلك (١١)


(١) إذا أ: فإذا ب ج هـ: - د.
(٢) أنزلت أ ج هـ: نزلت ب: - د.
(٣) أهل الفاقة أ ج هـ: بأهل الفاقة ب: - د.
(٤) ينظر: الثعلبي ٢٢٤؛ ابن كثير، قصص ٥٢٥.
(٥) وكلوا أ ج هـ: + من رزق ربكم ب: - د.
(٦) كلهم شبعان أ ب ج د: وبات كل منهم شبعان هـ.
(٧) في تفسير: ابن كثير يتجشأ ٢/ ١١٨.
(٨) حين نزل أ ب ج د: حين نزوله هـ.
(٩) ينظر: ابن كثير، تفسير ٢/ ١١٨.
(١٠) غبا أ ج هـ: + تنزل ب: - د كناقة ثمود أ ب ج د: كناقة ثمود وصالح هـ.
(١١) ذلك أ ج د هـ: - ب.

<<  <  ج: ص:  >  >>