للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان المسجد الشريف على عهد رسول الله، ، مبنيا باللبن وسقفه الجريد وعمده خشب النخل. فلم يزد (١) فيه أبو بكر شيئا، وزاد عمر فيه وبناه على بنائه في عهد رسول الله، ، باللبن والجريد وأعاد (٢) عمده (٣) خشبا، ثم غيره عثمان بن عفان، ، في خلافته، فزاد فيه زيادة كثيرة، وبنى جداره بالحجارة المنقوشة، وجعل عمده من حجارة منقوشة وسقفه بالساج (٤).

ثم لما صارت الخلافة إلى الوليد بن عبد الملك، الذي عمر مسجد دمشق، استعمل على المدينة عمر بن عبد العزيز وكتب إليه في سنة سبع وثمانين (٥) من الهجرة الشريفة يأمره (٦) بهدم مسجد رسول الله، ، وهدم بيوت أزواج النبي، ورضي عنهن، وأن يدخل البيوت في المسجد بحيث تصير مساحة المسجد مائتي ذراع في مائتي ذراع، وأن يضع أثمان البيوت من بيت المال، فأجابه أهل المدينة إلى ذلك، وقدم الصناع من عند الوليد لعمارة المسجد، وتجرد لذلك عمر بن عبد العزيز، وشيد مسجد رسول الله، ، وأدخل فيه ما حوله من المنازل.

ثم لما صارت الخلافة لبني العباس ووليها المهدي - أبو عبد الله محمد بن أبي جعفر المنصور - وسع (٧) المسجد الشريف، وزاد فيه، وحمل إليه العمد الرخام، ورفع سقفه، وألبس خارج القبر الشريف الرخام، وذلك في سنة سبع وستين ومائة (٨)، وأمر بتقصير المنابر (٩) (١٠) في البلاد وجعلها بمقدار منبر رسول الله، . وقد عمر في المسجد الشريف جماعة من ملوك الإسلام من الخلفاء والسلاطين وجددوا فيه أشياء من المحاسن.

وكان قد احترق المسجد الشريف في زمن (١١) الملك الظاهر ببيرس، رحمه


(١) فلم يزد فيه أبو بكر أ ج هـ: فلم يزد أبو بكر فيه ب د.
(٢) وأعاد ب ج د: ودعا أ: - هـ.
(٣) العمد: ما يدعم به سقف أو جدار، ينظر: ابن منظور، لسان ٣/ ٣٠٤؛ غالب ٢٩٣.
(٤) ينظر: القرماني ٣/ ٤٦٨.
(٥) ٨٧ هـ/ ٧٠٦ م.
(٦) يأمره ب ج د هـ: يأمر أ.
(٧) وسع ب ج د هـ: ووسع أ.
(٨) ١٦٧ هـ/ ٧٨٣ م.
(٩) المنبر: مقعد من حجر أو خشب يجلس عليها الخطيب يوم الجمعة وتقع قرب المحراب، ينظر: بن منظور، لسان ١/ ٦٥٩؛ غالب ٣٠٩؛ مؤنس ١٣٧؛ بعلبكي ٢/ ٩٣٠.
(١٠) المنابر أ ب ج د: + كلها هـ.
(١١) زمن أ ب ج د: زمان هـ.

<<  <  ج: ص:  >  >>