للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الله، فاهتم بعمارته (١)، ووضع الدرابزينات (٢) حول الحجرة الشريفة، وعمل فيه منبر وسقفه بالذهب (٣).

ثم في عصرنا جرت حادثة وهي في ليلة الثالث عشر من شهر رمضان سنة ست وثمانين وثمانمائة (٤)، وقعت صاعقة بالليل في المدينة الشريفة (٥) فاحترق (٦) منها المسجد الشريف النبوي والحجرة الشريفة (٧) وجميع ما بالمسجد الشريف من المصاحف والكتب وغير ذلك. ووردت الأخبار بذلك إلى السلطان الملك الأشرف قايتباي، نصره الله تعالى (٨)، وكتب أهل المدينة محضرا بما وقع، وجهزوه إلى القاهرة في أسرع وقت، وجزع الناس لذلك. ثم اهتم السلطان بعمارته، وقام في ذلك (٩) أعظم قيام، وأنشأه وجدد عمارته فجاءت في غاية الحسن، ولله الحمد والمنة (١٠).

وأما المسجد الشريف فله أربعة أبواب من جهتي المشرق والمغرب، فمن جهة المشرق باب جبريل وباب النساء، ومن جهة الغرب باب السلام وباب الرحمة، وعليه خمسة منائر (١١): أربعة قديمة والخامسة مستجدة بمدرسة السلطان الملك الأشرف قايتباي، وقد وقف السلطان المشار إليه، على المدينة الشريفة أوقافا كثيرة وأكثرها عقارات بالقاهرة، ورتب قمحا يحمل في كل سنة، يصرف لأهلها والواردين إليها، وكان ذلك في سنة ثمان وثمانين وثمانمائة (١٢) عند انتهاء عمارة المسجد الشريف، وإنما ذكرت هذه الحوادث هنا (١٣) استطرادا على وجه الاختصار ولتعلقها بالمسجد الشريف.

ولنرجع إلى ذكر أخبار الهجرة الشريفة فأقول وبالله التوفيق: ولما أقام النبي،


(١) بعمارته أ ج د هـ: لعمارته هـ.
(٢) الدرابزين: قوائم مصفوفة تعمل من خشب أو حديد تحاط بها السلالم وغيرها، ينظر: الحسيني ٤٤٣.
(٣) ينظر: القرماني ٣/ ٤٦٦.
(٤) ٨٨٦ هـ/ ١٤٨١ م.
(٥) في المدينة الشريفة ب ج د هـ: بالمدينة أ.
(٦) ينظر: القرماني ٣/ ٤٦٦.
(٧) والحجرة الشريفة ب ج د: - أهـ.
(٨) نصره الله تعالى أ ج: رحمة الله تعالى عليه هـ: - ب د.
(٩) وقام في ذلك أ ج هـ: وأقام في ذلك ب د.
(١٠) والمنة ب ج د: - أهـ.
(١١) خمسة منائر ج د هـ: منابر أ ب والخامسة مستجدة ب ج د هـ: - أ.
(١٢) ٨٨٨ هـ/ ١٤٨٣ م.
(١٣) هنا ب ج د هـ: - أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>