للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومحمد بن كرام (١) المتكلم الذي تنسب إليه الفرقة الكرامية الذين (٢) ينسب إليهم تجويز وضع الأحاديث للترغيب والترهيب، وكرام - بفتح الكاف وتشديد الراء - على وزن جمال: أبو عبد الله السجستاني العابد، ومنهم من يقول: محمد بن كرام - بكسر الكاف وتخفيف الراء - وروى عن جماعة، وكان حبسه طاهر بن عبد الله، فلما أطلقه ذهب إلى ثغور الشام، ثم عاد إلى نيسابور (٣)، فحبسه محمد بن طاهر بن عبد الله، فطال حبسه وكان يتأهب إلى صلاة الجمعة فيمنعه السجان فيقول: اللهم إنك تعلم أن المنع من غيري. أقام ببيت المقدس، وكان يجلس للوعظ عند العمود الذي عند مهد عيسى واجتمع عليه خلق كثير، ثم تبين لهم أنه يقول: أن الإيمان قول، فتركه أهل القدس، توفي ببيت المقدس ليلا، ودفن بباب أريحا عند قبور الأنبياء، عليهم الصلاة والسلام (٤)، وله ببيت المقدس نحو عشرين سنة، وكانت وفاته في صفر سنة خمس وخمسين ومائتين (٥).

قلت: والباب المعروف بباب أريحا قد اندرس (٦) لطول المدة واستيلاء الفرنج ولم يبق له أثر، والظاهر أنه كان عند انتهاء البناء الذي كان متصلا بطور زيتا، وكذلك قبور الأنبياء لا يعلم مكانها لطول المدة واستيلاء الفرنج على الأرض المقدسة.

وصالح بن يوسف أبو شعيب المقنع (٧)، الواسطي (٨) الأصل، يقال: إنه حج تسعين حجة راجلا في كل حجة منها يحرم من صخرة بيت المقدس، وكان يدخل بادية تبوك على التجريد والتوكل (٩). توفي بمدينة الرملة سنة اثنتين وثمانين ومائتين (١٠). حكي أنه يستشفى بقبره ويستجاب الدعاء عنده. قلت: ولم يعلم الآن


(١) ينظر: الذهبي، تذكرة ٢/ ٥٣٦.
(٢) الذين أ ج هـ: التي ب: - د.
(٣) نيسابور: مدينة عظيمة ذات فضائل جسيمة، خرج منها جماعة من العلماء، بينها وبين مرو ثلاثون فرسخا، فتحها المسلمون أيام عثمان بن عفان، ينظر: ياقوت، معجم ٣٣١؛ أبو الفداء، تقويم ٤٥٠؛ البغدادي، مراصد ٣/ ١٤١٢؛ الحميري ٥٨٨.
(٤) عليهم الصلاة والسلام ب ج هـ: أ: - د.
(٥) ٢٥٥ هـ/ ٨٦٩ م.
(٦) قد اندرس … الأرض المقدسة ب ج هـ: - أ د.
(٧) ينظر: السيوطي، إتحاف ٢/ ٥١.
(٨) الواسطي ب ج هـ: واسطي أ: - د.
(٩) والتوكل أ ب ج: والتوكيل هـ: - د بمدينة الرملة أ ب ج: بالرملة هـ: - د.
(١٠) ٢٨٢ هـ/ ٨٩٥ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>