للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبره لطول الزمان واستيلاء الكفار (١) على تلك الأراضي مدة طويلة، وإيانا (٢).

وبكر بن سهل الدمياطي (٣) المحدث، قدم بيت المقدس فجمعوا له ألف دينار حتى روى لهم التفسير، توفي في ربيع الأول سنة تسع وثمانين ومائتين (٤).

وأحمد بن يحيى البزاز البغدادي (٥)، حكى عنه أبو الحسن علي بن محمد الجلال البغدادي (٦) أنه أخبره: أنه قدم من مكة إلى بيت المقدس، فندم على مجيئه وقال: تركت الصلاة بمكة بمائة ألف صلاة، وهنا بخمسة وعشرين صلاة، وبمكة تنزل مائة وعشرون ألف رحمة للطائعين والمصلين والناظرين. وأراد الخروج إلى مكة فرأى النبي، ، وذكر له ما خطر له من الفضل فقال له النبي، : «نعم هناك تنزل الرحمة نزولا، وهنا تصب (٧) الرحمة صبا، ولو لم يكن لهذا الموضع محل عظيم (٨) - وأشار بيده إلى موضع الإسراء عند قبة المعراج - لما أسري به إليه، فأقام الرجل بالقدس إلى أن مات به، وكانت هذه الرؤيا في رجب سنة إحدى وأربعين وثلاثمائة (٩).

والشيخ سلامة بن إسماعيل بن جماعة المقدسي الضرير، صاحب شرح المفتاح لابن القاص (١٠)، وله أيضا مصنف مفرد في التقاء الختانين، كان عديم النظر في زمنه (١١) لأجل ما خصه الله تعالى به من حضور القلب وصفاء الذهن وكثرة الحفظ، وقد ذكره جماعة وأثنوا عليه، توفي سنة ثمانين وأربعمائة (١٢).

وشيخ الإسلام الإمام العالم (١٣) الحبر أبو الفرج عبد الواحد بن محمد بن


(١) الكفار أ ج هـ: الإفرنج ب: - د.
(٢) وإيانا أهـ: رحمة الله تعالى ب: رحمه الله تعالى وإيانا ج: - د.
(٣) ينظر: الذهبي، ميزان ١/ ٣٤٥.
(٤) ٢٨٩ هـ/ ٩٠١ م.
(٥) ينظر: المقدسي، مثير ٣٦١؛ السيوطي، إتحاف ٢/ ٥٢.
(٦) ينظر: المقدسي، مثير ٣٦١؛ السيوطي، إتحاف ٢/ ٥٢.
(٧) تصب أ ج هـ: تنصب ب: - د.
(٨) محل عظيم أ ج هـ: شأن ب: - د.
(٩) ٣٤١ هـ/ ٩٥٢ م.
(١٠) ابن القاص: ابن العباس أحمد بن أبي أحمد المعروف بابن القاص، الطبري، الفقيه الشافعي، كان إمام وقته في طبرستان، وصنف كتبا كثيرة منها: التلخيص، أدب القاضي، والمفتاح، مات سنة ٣٣٥ هـ/ ٩٤٦ م، ينظر: الشيرازي ٢٠٢؛ ابنخلكان ١/ ٦٨؛ السبكي ٢/ ١٠٣.
(١١) في زمنه أ ج هـ: في زمانه ب: - د.
(١٢) ٤٨٠ هـ/ ١٠٨٧ م.
(١٣) العالم الحبر أ ب: العالم البحر ج: الإمام البحر هـ: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>