للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سنة ٥٨٠ هـ (١) غزا السلطان الكرك وضيق على من به (٢)، وملك ربض الكرك وبقيت القلعة وحصل بين المسلمين والفرنج القتال، فزحل عنها وسار إلى نابلس، وأحرقها ونهب ما بتلك النواحي وقتل وأسر وسبى، وعاد إلى دمشق (٣).

وفي سنة ٥٨١ هـ (٤) ملك ميافارقين (٥).

وفي سنة ٥٨٢ هـ (٦) أحضر السلطان (٧) ولده الملك الأفضل من مصر فأقطعه دمشق، ثم أحضر أخاه العادل من حلب وجعل ولده العزيز عثمان نائبا عنه بمصر واستدعى نائبه بمصر - هو وابن أخيه الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه - وزاده على حماة منبج (٨) والمعرة وكفر طاب (٩) وميافارقين. واستقر العزيز عثمان والعادل أبو بكر في مصر.

واستمر الحال على ذلك إلى أن دخلت سنة ٥٨٣ هـ (١٠)، فيها كانت الوقعة العظيمة التي فتح الله بها بيت المقدس وغيره على يد السلطان الأعظم والليث الهمام، المقدم سلطان الإسلام والمسلمين، محي العدل في العالمين، قاتل الكفرة والمشركين، قاهر الخوارج (١١) والمرتدين جامع كلمة الإيمان، قامع عبدة الصلبان، رافع علم العدل والإحسان، خادم الحرمين الشريفين، منقذ البيت المقدس من أهل الزيغ والطغيان، الملك الناصر صلاح الدنيا والدين، هو أبو المظفر يوسف بن أيوب بن شادي، تغمده الله برحمته، وأسكنه فسيح جنته، وجزاه عن الإسلام والمسلمين خيرا.


(١) ٥٨٠ هـ/ ١١٨٤ م.
(٢) من به أ: أهلها ب ج هـ: - د.
(٣) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ١٦٥ - ١٦٦.
(٤) ٥٨١ هـ/ ١١٨٥ م.
(٥) ميافارقين: مدينة مشهورة بديار بكر، كانت بها بيعة من مهد المسيح، وهي الآن جامعها، ينظر: ياقوت، معجم البلدان ٥/ ٢٣٥ - ٢٣٨؛ القزويني ٥٦٥؛ أبو الفداء، تقويم ٢٧٨؛ القرماني ٣/ ٤٨٥.
(٦) ٥٨٢ هـ/ ١١٨٦ م.
(٧) ينظر: ابن الأثير، الكامل ٩/ ١٧٢ - ١٧٣؛ ابن أيوب ٢٦٩.
(٨) منبج: مدينة ببلاد حلب ذات خيرات كثيرة وأرزاق واسعة، ينظر: ياقوت، معجم البلدان ٥/ ٢٠٥ - ٢٠٧؛ القزويني ٢٧٤؛ القرماني ٣/ ٤٨٨.
(٩) كفر طاب: بليدة بين المعرة وحلب سميت بذلك لأن حواليها أرضا طيبة كريمة وثمارا كثيرة، ينظر: أبو الفداء، تقويم ٢٦٣؛ البغدادي، مراصد ٣/ ١١٧١؛ الحميري ٥٠٠.
(١٠) ٥٨٣ هـ/ ١١٨٧ م.
(١١) الخوارج أ ج هـ: - ب د.

<<  <  ج: ص:  >  >>