للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جنده وشكر لكم الملائكة المنزلون على ما أهديتم (١) لهذا البيت من طيب التوحيد، ونشر التقديس والتمجيد، وما أمطتم عن طرقهم فيه من أذى الشرك والتثليث، والاعتقاد الفاجر الخبيث، فالآن تستغفر لكم أملاك السماوات، وتصلى عليكم الصلوات المباركات، فاحفظوا رحمكم الله هذه الموهبة فيكم، واحرسوا هذه النعمة عندكم بتقوى الله التي من تمسك بها سلم (٢)، ومن اعتصم بعروتها نجا وعصم، واحذروا من أتباع الهوى، ومواقعة الردى، ورجوع القهقرى والنكول عن العدى، وخذوا في انتهاز الفرصة، وإزالة ما بقي من الغصة، وجاهدوا في الله حق جهاده، وبيعوا عباد الله أنفسكم في رضا عبادته (٣)، إذ جعلكم من خيار عباده، وإياكم أن يستزلكم الشيطان، وأن يتداخلكم الطغيان فيخيل لكم أن هذا النصر بسيوفكم الحداد، وخيولكم الجياد وبجلادكم في مواطن الجلاد، لا والله ما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم، فاحذروا عباد الله بعد أن شرفكم الله بهذا الفتح الجليل والمنح الجزيل، وخصكم بنصره المبين، وأعلق أيديكم بحبله المتين، أن تقترفوا كبيرا من مناهيه، وأن تأتوا عظيما من معاصيه: ﴿وَلا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكاثاً﴾ (٤)، ﴿الَّذِي آتَيْناهُ آياتِنا فَانْسَلَخَ مِنْها فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطانُ فَكانَ مِنَ الْغاوِينَ﴾ (١٧٥) (٥)، والجهاد الجهاد (٦) فهو من أفضل عباداتكم، وأشرف عاداتكم، أنصروا الله ينصركم، احفظوا الله يحفظكم، اذكروا الله يذكركم، اشكروا الله يزدكم ويشكركم، جدوا (٧) في حسم الداء، وقطع شأفة الأعداء، وطهروا بقية الأرض من هذه الأنجاس التي أغضبت الله ورسوله واقطعوا فروع الكفر واجتثوا أصوله، فقد نادت الأيام: يا للثارات (٨) الإسلامية، والملة المحمدية، الله أكبر فتح الله ونصر، غلب الله وقهر، أذل الله من كفر، واعلموا رحمكم الله أن هذه فرصة فانتهزوها، وفريسة فناجزوها، وغنيمة فحوزوها، ومهمة فأخرجوا لها هممكم وأبرزوها، وسيروا إليها سرايا عزماتكم وجهزوها، فالأمر بأواخرها، والمكاسب بذخائرها، فقد أظفركم الله بهذا العدو المخذول وهم مثلكم أو يزيدون، فكيف وقد


(١) أهديتم ب ج هـ: أهديتم أ: - د.
(٢) سلم أ ج هـ: وسلم ب: - د وعصم أ ب ج: واعتصم هـ: - د.
(٣) رضا عبادته أ ج هـ: رضاه ب: - د.
(٤) النحل: [٩٢].
(٥) الأعراف: [١٧٥].
(٦) والجهاد الجهاد أ ب ج: - د هـ.
(٧) جدوا ج: فخذوا: خذوا ب هـ: - د.
(٨) يا للثارات أ ج هـ: بالثارات ب: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>