للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على أيديكم المعجزات النبوية، والوقعات (١) البدرية والعزمات الصديقية، والفتوحات العمرية، والجيوش العثمانية، والفتكات العلوية، جددتم للإسلام أيام القادسية والملاحم اليرموكية، والمنازلات الخيبرية، والهجمات الخالدية، فجزاكم الله عن نبيه محمد، ، أفضل الجزاء، وشكر لكم ما بذلتموه من مهجكم في مقارعة الأعداء، وتقبل منكم ما تقربتم به إليه من مهراق (٢) الدماء، وأثابكم الجنة فهي دار السعداء، فاقدروا رحمكم الله هذه النعمة حق قدرها، وقوموا لله (٣) بواجب شكرها، فله تعالى المنة عليكم بتخصيصكم بهذه النعمة، وترشيحكم لهذه الخدمة، فهذا هو الفتح الذي فتحت له أبواب السماء (٤)، وتبلجت بأنوار وجوده الظلماء، وابتهج به الملائكة المقربون، وقر به عيون (٥) الأنبياء والمرسلون، فماذا عليكم من النعمة أن جعلكم الجيش الذي يفتح على يديه البيت المقدس في آخر الزمان والجند الذي تقوم بسيوفهم التهاني بعد فترة من النبوة أعلام الإيمان، فيوشك أن يفتح الله على أيديكم أمثاله، وأن يكون التهاني لأهل الخضراء أكثر من التهاني لأهل الغبراء، أليس هو البيت الذي ذكره الله في كتابه ونص عليه في محكم خطابه، فقال تعالى:

﴿سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بارَكْنا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ﴾ (١) (٦) أليس هو البيت الذي عظمته الملل وأثنت عليه الرسل، وتليت فيه الكتب الأربعة المنزلة من الله ﷿؟ أليس هو البيت الذي أمسك الله لأجله الشمس على يوشع (٧) أن تغرب وباعد بين خطواتها لتيسير فتحه ويقرب؟ أليس هو البيت الذي أمر الله ﷿ موسى أن يأمر قومه باستنقاذه فلم يجبه إلا رجلان، وغضب الله عليهم لأجله، فألقاهم في التيه عقوبة للعصيان (٨)؟ فاحمدوا الله الذي أمضى عزائمكم لما نكلت عليه بنو إسرائيل وقد فضلت على العالمين، ووفقكم لما خذلت فيه أمم كانت قبلكم من الأمم الماضين، وجمع لأجله كلمتكم وكانت شتى، وأغناكم بما أمضته كان وقد عن سوف حتى فليهنكم أن الله قد ذكركم به فيمن عنده، وجعلكم بعد أن كنتم جنودا لأهويتكم


(١) والوقعات ب ج هـ: والواقعات أ: - د.
(٢) مهراق أ ج هـ: إهراق ب: - د.
(٣) الله أ ج: + قانتين ب هـ: - د.
(٤) أبواب السماء أ ب ج: أبواب الجنان هـ: - د.
(٥) عيون أ ج هـ: عينا ب: - د.
(٦) الإسراء: [١ - ٣].
(٧) أي يوشع بن نون.
(٨) للعصيان ب ج هـ: العصيان أ: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>