للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكانت ولايته في يوم ولاية شيخ الإسلام الكمالي بن أبي شريف مشيخة الصلاحية، والقاضي شهاب الدين بن عبية قضاء الشافعية، وخلع على الثلاثة بحضرة السلطان بالحوش، وكنت حاضرا ذلك المجلس في صبيحة يوم السبت في شهر صفر سنة ٨٧٦ هـ (١) (٢) وسافروا جميعا من القاهرة، ودخلوا إلى القدس الشريف في يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الأول، وباشر قاضي القضاة خير الدين القضاء بعفة (٣) وقوة وشهامة، وكانت سيرته حسنة وأحكامه مرضية.

ثم في أواخر سنة ٨٧٦ هـ استقر في نصف الإمامة بالصخرة الشريفة، بحكم وفاة الإمام شهاب الدين أحمد بن حافظ مشاركا للشيخ شهاب الدين أحمد بن الشنتير بالنصف الثاني، بتقرير صدر لهما من ناظر الحرمين الأمير ناصر الدين بن النشاشيبي، فلم يتم لهما ذلك وأخذت منهما الإمامة للشيخ سعد الله الحنفي، بأمر السلطان بعد مباشرتها مدة يسيرة، واستمر القاضي خير الدين على القضاء إلى أن عزل بالقاضي جمال الدين الديري في ربيع الأول سنة ٨٧٨ هـ (٤)، فدخل القاضي جمال الدين إلى القدس وهو متوعك، فأقام أربعة عشر يوما، وتوفي كما تقدم في ترجمته، وأعيد القاضي خير الدين إلى وظيفة القضاء في شهر جمادى الأولى، ووصل إليه التوقيع الشريف، وألبس خلعة السلطان من محراب المسجد الأقصى، ومشى الناس في خدمته إلى منزله بباب الحديد، وذلك في أوائل جمادى الآخرة، واستمر نحو تسعة أشهر.

ثم عزل القاضي بقاضي القضاة شمس الدين الديري (٥) أخي القاضي جمال الدين، ووصل المرسوم بذلك في سلخ صفر سنة تسع وسبعين وثمانمائة (٦) فتنزه عن القضاء، ولم يتكلم فيه بعد ذلك، وانقطع في منزله للعبادة والاشتغال بالعلم وقراءة القرآن والحديث، وانتهت إليه (٧) رئاسة مذهب أبي حنيفة بالقدس الشريف، وتصدر للإفتاء والتدريس، وحج إلى بيت الله الحرام، وعظم أمره عند الناس، وصار له الهيبة والوقار، ودرّس بالمعظمية نيابة، ونسخ بخطه (٨)


(١) ٨٧٦ هـ/ ١٤٧١ م.
(٢) ٨٧٦ أ ب ج د: ٨٧٧ هـ.
(٣) بعفة ب ج د هـ: - أ.
(٤) ٨٧٨ هـ/ ١٤٧٣ م.
(٥) الديري أ ب ج هـ: - د.
(٦) ٨٧٩ هـ/ ١٤٧٤ م.
(٧) إليه أ ب ج هـ: - د.
(٨) أ ب ج: - د.

<<  <  ج: ص:  >  >>