للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأجيزها (١) من مشايخ القراء، ثم عاد إلى مدينة الرملة، وأقام بها واشتغل بالعلم الشريف في مذهب الإمام أحمد (٢)، ، وحفظ مختصر الخرقي، وكل أسلافه شافعية، لم يكن فيهم من هو على مذهب الإمام أحمد سواه، ولأسلافه مآثر وصدقات.

وكان يحترف بالشهادة، ثم باشر الحكم بالرملة على قاعدة مذهبه نيابة عن القضاة الشافعية، ثم اجتهد في تحصيل العلم، وسافر إلى الشام ومصر وبيت المقدس، وأخذ عن علماء المذهب وأئمة الحديث، وفضل في فنون من العلوم، وتفقه بالشيخ شهاب (٣) الدين بن يوسف المرداوي (٤)، وبرع في المذهب، وأفتى وناظر، وقرأ البخاري والشفاء مرارا، وكتب بخطه الكثير من نسخ البخاري، كتابة جيدة مضبوطة قائمة الإعراب، وكان بارعا في العربية، وكان خطيبا بليغا وصنف الخطب، ولي قضاء الرملة استقلالا سنة ٨٣٨ هـ (٥) ولم يعلم أن حنبليا قبله وليها (٦).

ثم ولي قضاء (٧) القدس الشريف في أواخر دولة الملك الأشرف برسباي في شهر شعبان سنة إحدى (٨) وأربعين وثمانمائة (٩) بعد شغوره نحو تسع عشرة سنة عن شيخه قاضي القضاة عز الدين بالبغدادي، المتقدم ذكره، فهو ثاني حنبلي حكم بالقدس، ثم لما توفي الأشرف عزل عن قضاء القدس، وولي قضاء الرملة.

ثم أعيد إلى قضاء القدس في دولة الملك الظاهر جقمق في أحد الجمادين سنة ٨٥٣ هـ (١٠)، وأقام به عشرين سنة متوالية، وأضيف إليه قضاء الرملة، ثم أضيف إليه قضاء بلد سيدنا الخليل، ، وباشر الحكم نيابة بدمشق المحروسة، وولي قضاء الرملة في دولة الملك الأشرف إينال، وامتنع من مباشرة القضاء واختار الإقامة ببيت المقدس.


(١) وأجيزها أ د هـ ج: بها ب من مشايخ القراء … مآثر وصدقات أ ب د هـ: - ج.
(٢) أحمد أ ب ج د: - هـ.
(٣) شهاب الدين ب ج د هـ: - أ.
(٤) أحمد بن يوسف المرداوي الدمشقي الحنبلي، يعرف بابن يوسف، ينظر: السخاوي، الضوء ٢/ ٢٥٢.
(٥) ٧٣٨ هـ/ ١٤٣٤ م.
(٦) وليها ب ج د هـ: - أ.
(٧) ثم ولي قضاء … إحدى وأربعين وثمانمائة ب ج د هـ: - أ شعبان ب ج د: رمضان هـ: - ج.
(٨) إحدى أ: أحد ب ج د هـ.
(٩) ٨٤١ هـ/ ١٤٣٧ م.
(١٠) ٨٥٣ هـ/ ١٤٤٩ م.

<<  <  ج: ص:  >  >>