والإنشاء تركيب لا إحياء، لكن اجتمعت الأمة على أن العودة في حلول الحياة كالبَدْأَة، فيكون معنى إنشائها هاهنا إحياؤها ... انتهى من ابن بشير، وانظر ابن عبد السلام". فقد أحال البسيلي هنا على ابن عبد السلام الهواري، ويغلب على ظني أنه يقصد من كتبه "شرح المختصر الفقهي" لابن الحاجب، وهو مخطوط تفرقت أجزاؤه في الخزائن، وقد حاولت أن أقع على موضع النقل في ما وصلت إليه يدي من أجزائه فلم أوفق. وشبيه بما مرّ قوله عند قوله تعالى؛ (إِنْ نَظُنُّ إِلَّا ظَنًّا): "أبو حيان: لا يجوز أن تقول "ما ضربت إلا ضربا" لعدم الفائدة. ثم ذكر الجواب من ثلاثة أوجه، انظرها في ابن عرفة. فقول المؤلف هنا "انظرها في ابن عرفة" مشكل.
وأظن أن البسيلي كان يحيل بدقة وتحديد على المصادر التي كانت ماثلة بين يديه، -وهو أمر لا تخطئه العين-، فيما كان يكتفي بمجرد الإرشاد إلى تلك التي لم تبلغها يده، دون تحديد موضع النقل، مثال الأول، قوله:"انظر "سراج المريدين" لابن العربي في الاسم الثامن والتسعين"؛ أو قوله:"انظر "سراج المريدين" في اسم "العابد""؛ أو قوله:"انظر "سراج المريدين" لابن العربي في الاسم ٢٨". ومثال الثاني، قوله:"انظر مقدمات ابن رشد".
د - أنه قد يطيل في بعض النقول، إطالة تدعوه إلى الاعتذار:
فقد نقل مرة عن التفتازاني في "شرح تلخيص المفتاح"، نصا يتعقب فيه كلام صاحب الأصل، فأحس بالإطناب، فنقل أيضا عبارة التفتازاني في الاعتذار عن الإطالة:"قال: وإنما أطنبت الكلام في هذا المقام، لأنه من مسارح الأنظار، ومطارح الأفكار، فكم من زلت فيه بالأفاضل أقدامهم، وكلت دون الوصول إلى الحق أفهامهم". ومثل هذه الإطالة واقعة أيضا عند تفسير الهم في قوله تعالى: (وَلَقَدْ