للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذا اجتمعوا على ألف وباء ... وتاء هاج بينهم القتال (١)

وإنما فعلوا ذلك من قبل أنها إذا صيرت أسماء، فلا بد من أن تجري مجراها وتعطي حكمها، وليس في الأسماء المفردة التي تدخلها الإعراب اسم على حرفين الثاني من حروف المد واللين- واوا أو ياء أو ألفا؛ لأن التنوين إذا دخله أبطله لالتقاء الساكنين، فيبقى الاسم على حرف واحد، وهو إجحاف شديد. وقد جاء من الأسماء المعربة ما هو على حرفين الثاني من حروف المد واللين، غير أن الإضافة تلزمه، فيمتنع التنوين، كقولهم:

" هذا فو زيد " و " رأيت فا زيد ". وربما اضطر الشاعر، فيجيء به غير مضاف.

قال العجاج:

خالط من سلمى خياشيم وفا (٢)

وإنما فعل ذلك؛ لأنه في آخر بيت في موضع لا يحتاج فيه إلى تنوين. فلما كان الأمر على ما وصفنا، وجعلت هذه الحروف أسماء زيد في كل واحد منها ما يكمل به اسما، وجعلت الزيادة مشاكلة لآخر المزيدة فيه، تقول في: با: " باء " تكون الهمزة مشاكلة الألف، وفي: زي: " زيّ ".

ومما يدل على صحة هذا المعنى قول الشاعر في ليت و " لو " التي هي حرف، حين جعلها اسما:

ليت شعري وأين منّي ليت ... إنّ ليتا وإنّ لوا عناء (٣)

وقال النمر بن تولب:

علقت لوّا تردّده ... إنّ لوّا ذاك أعيانا (٤)

ويجيز الفراء في هذه الحروف، إذا جعلت أسماء: القصر والمد، فتقول: " هذه حا فاعلم " و " يا فاعلم " وتثنى فتقول: " حيان " و " بيان " ولا تزيد فيهما شيئا. وقد بينا صحة القول الأول.

ويفرق الفراء بين هذه الأسماء المنقولة عن أحوال لها هي غير متمكنة فيها وبين ما


(١) البيت ليزيد بن الحكم في شرح ابن يعيش ٦/ ٢٩، وخزانة الأدب ١/ ٥٣.
(٢) البيت في ديوانه ٨٢، وخزانة الأدب ٢/ ٦٢.
(٣) البيت لأبي زيد الطائي في ديوانه ق ١/ ٦ ق ص ٢٤.
(٤) البيت في ديوانه ق ٤٥/ ٢ ص ١٢٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>