للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المصدر الأغلب الأكثر "

يريد أنك لا تقول زلزلة؛ لأن الأصل والأكثر في مصدر فعللت فعللة.

" وأما ما لحقته الزوائد فجاء على مثل استفعلت، فإن الواحدة تجيء على مثال استفعالة، وذلك قولك: احرنجمت احرنجامة، واقشعررت اقشعرارة. وقد مضى الكلام في نحوه.

[هذا باب اشتقاقك الأسماء لمواضع بنات الثلاثة التي ليست فيها زيادة من لفظها]

" أما ما كان من فعل يفعل فإن موضع الفعل مفعل، وذلك قولك: هذا مجلسنا ومضربنا ومحبسنا، كأنهم بنوه على بناء يفعل، وكسروا العين كما كسروها في يفعل، فإذا أردت المصدر بنيته على مفعل، وذلك قولك: إن في

ألف درهم لمضربا، أي لضربا، قال الله عز وجل: أَيْنَ الْمَفَرُّ (١)، يريد أين الفرار، فإذا أراد المكان قال:

المفر، كما قال: المبيت حين أراد المكان؛ لأنها من بات يبيت، وقال الله عز وجل:

وَجَعَلْنَا النَّهارَ مَعاشاً (٢)، أي جعلناه عيشا. وقد يجيء المفعول يراد به الحين، فإذا كان من فعل يفعل بنيته على مفعل، يجعل الحين الذي فيه الفعل كالمكان الذي فيه الفعل، وذلك قولك: أتت الناقة على مضربها، وأتت على منتجها، إنما تريد الحين الذي فيه النّتاج والضّراب، وربما بنوا المصدر على المفعل كما بنوا المكان عليه والقياس المفعل، فما بنوا فيه المصدر على المفعل المرجع، قال الله عز وجل: إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ (٣) "

ومن ذلك فيما ذكره سيبويه المطلع في معنى الطلوع، وقد قرأ الكسائي: حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (٤) ومعناه حتى طلوع الفجر، وقال بعض الناس: المطلع الموضع الذي يطلع فيه الفجر، والمطلع المصدر، والقول ما قاله سيبويه؛ لأنه لا يجوز إبطال قراءة من قرأ بالكسر، ولا يحتمل إلى الطّلوع؛ لأن (حتى) إنما يقع بعدها في التوقيت ما يحدث، والطلوع هو الذي يحدث، والمطلع ليس بحادث في آخر الليل؛ لأنه الموضع.


(١) سورة القيامة، الآية: ١٠.
(٢) سورة النبأ، الآية: ١١.
(٣) سورة المائدة، الآية: ٤٨ و ١٠٥ - وسورة هود، الآية: ٤.
(٤) سورة القدر، الآية: ٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>