للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لغلامين فمنعا أن تضاف " غلامين " إلى الكاف في (لك) لفصل " ظريفين " بينهما.

وإنما يجوز في الضرورة إذا اضطر الشاعر إلى الفصل بين الجار والمجرور بالظرف وحروف الجر.

وقوله " إنما جاز التخفيف في النفي " يعني حذف النون والتنوين للإضافة إلى ما بعد " اللام " من الاسم الذي يلي حرف النفي.

" ولم يجز ذلك إلا في المنفي " يعني: لم يجز حذف النون والتنوين إلا في الاسم المنفي دون صفته.

[هذا باب ما جرى على موضع المنفي لا على الحرف الذي عمل في المنفي]

" فمن ذلك قول ذي الرمة:

بها العين والآرام لا عدّ عندها ... ولا كرع إلا المغارات والوبل (١)

وقول رجل من مذحج:

هذا لعمركم الصغار بعينه ... لا أم لي إن كان ذاك ولا أب (٢)

فزعم الخليل: أن هذا يجري على الموضع لا على الحرف الذي عمل في الاسم كما أن الشاعر (عقيبة الأسدي) (٣) حين قال:

فلسنا بالجبال ولا الحديدا (٤)

أجراه على الموضع.

ومثل ذلك أيضا قول العرب: لا مال له قليل ولا كثير، رفعوه على الموضع.

ومثل ذلك أيضا قول العرب: لا مثله أحد ولا كزيد أحد. وإن شئت حملت الكلام على " لا " فنصبت.

وتقول: " لا مثله رجل " إذا حملته على الموضع كما قال بعض العرب " لا حول


(١) الرواية في ديوانه: سوى العين. انظر: الديوان ٤٥٨، وشرح المفضليات ٢١١.
(٢) البيت منسوب لهنى بني أحمر، وهو من بني الحارث بن كنانة، شاعر جاهلي، انظر: معجم الشعراء ٤٨٩، والأعلام ٩/ ١٠٨، والبيت في ابن يعيش ٢/ ١١٠، والمقتضب ٤/ ٣٧١.
(٣) هو عقبة بن هبيرة الأسدي، شاعر جاهلي، انظر: الأعلام ٥/ ٣٨، والخزانة ١/ ٣٤٣، وصمت اللآلي ١٤٩.
(٤) عجز بيت وصدره: معاوية إننا بشر فأسجح. انظر: الكتاب ١/ ٣٤، والمقتضب ٣/ ٣٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>