للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[هذا باب ما يحذف من الأسماء من الياءات في الوقف]

التي لا تذهب في الوصل ولا يلحقها تنوين، وتركها في الوقف أقيس وأكثر، لأنها في هذه الحال، ولأنها ياء لا

يلحقها التنوين على كل الحال شبهوها بياء قاضي لأنها ياء بعد كسرة ساكنة في اسم.

" وذلك قولك: هذا غلام وأنت تريد غلامي، وقد أسقان وأنت تريد أسقاني، وأسقن وأنت تريد أسقني، لأن ني اسم، وقد قرأ أبو عمرو: (فَيَقُولُ رَبِّي أَكْرَمَنِ) (١) و (رَبِّي أَهانَنِ) (٢) ".

قال أبو سعيد: أما ياء المتكلم في الفعل فالحذف فيها حسن لأنها لا تكون إلا وقبلها نون، فالنون تدل عليها ولا لبس فيها، ولذلك كثر في القرآن. وأما قولنا هذا غلام إذا وقفنا عليه ذكرته من كلامه، لأن الوصل يبينه بكسر الميم أو الياء. وقال الشاعر وهو النابغة:

إذا حاولت في أسد فجورا ... فإني لست منك ولست مني (٣)

وقال:

وهم وردوا الجفار على تميم ... وهم أصحاب يوم عكاظ إن

يريد إني.

شهدت لهم مواطن صالحات ... أتينهم بود الصدر من

سمعنا ذلك ممن يرويه عن العرب الموثوق بهم وترك الحذف أقيس ".

والقصيدة التي منها هذه الأبيات مطلقة، وتمام الوزن فيها مثنى وإني، وإنما ذكر سيبويه في بعض وجوه إنشاد المطلق، وستقف على ذلك.

وقال الأعشى فيما هو مقيد:

فهل يمنعنّي ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين "

أليس أخو الموت مستوثقّا ... على وإن قلت قد ينسأن (٤)


(١) سورة الفجر الآية: ١٥.
(٢) سورة الفجر الآية: ١٦.
(٣) انظر ديوان نابغة الذبياني ١٢٤، أمالي الشجري ٢/ ١٦٥.
(٤) انظر ديوان الأعشى ٦٥، ابن يعيش ٩/ ٨٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>