للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سبحانه ثم سبحانا يعود له ... وقبلنا سبح الجودي والجمد

والجودى والجمد جبلان، " الأجد " الشديد الخلق، يقال: ناقة أجد إذا كانت كذلك، والنضد هو المنضود، و " النكر " المنكر، قال الله تعالى: (إِلى شَيْءٍ نُكُرٍ) (١)، والأنف أول كل شيء رعيا كان أو غيره، ومنه قول القائل استأنفت هذا الشيء، أي ابتدأته، وبه سمى أنف الإنسان لأنه متقدم في وجهه على سائر الأعضاء والسجح القصد، يقال: مشيت مشية سجحا، أي قصدا. وقال في فعل: " لا نعلمه جاء صفة إلا في حرف من المعتل وهو قولهم: قوم عدى ".

وهم الأعداء، فإذا ضممت العين قلت: عداة، وقد تكون العدى الغرباء، وإن لم يكونوا أعداء قال الشاعر:

إذا كنت في قوم عدي لست منهم ... فكل ما علفت من خبيث وطيب

وقد جاء في الصفة غير ما قال سيبويه، من ذلك قراءة بعضهم: (دينا قيما) في معنى قيما، وللمحتج عن سيبويه أن

يقول: أن قيما في معنى قياما، والقيام مصدر فيكون القيم مصدرا جعل فيه موضع الصفة. وقالوا: لحم زيم إذا كان متفرقا، قال زهير:

لحمها زيم

أي متفرق. وقال النابغة:

بذي المجاز تراعى منزلا زيما

أي متفرق النبات.

وقال سيبويه: " لا نعلم في الأسماء والصفات فعل إلا إبل ".

وقال الأخفش: يقال امرأة بلذ وهي العظيمة الحسنة، ويقال أيضا للصفرة في الأسنان حبرة، والمعروف في ذلك حبرة، قال:

ولست بسعدي على فيه حبرة

ويقال للأيطل، وهو الخاصرة، إطل وإطل وأيطل.

[هذا باب ما لحقته الزائد من بنات الثلاثة من غير الفعل]

اعلم أن هذا الباب مشتمل على ما كان أصله ثلاثة أحرف فزيدت فيه زيادة أو زيادتان أو أكثر، وهو ينقسم قسمين: منه ما زيد فيه حرف واحد ألحقه ببنات الأربعة، أو


(١) سورة القمر الآية: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>