للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال أن " أيم " لم يوجد مضافا إلا إلى اسم الله تعالى وإلى الكعبة.

وفي النحويين من يقول: أنه جمع يمين وألفه ألف قطع في الأصل. وإنما حذف تخفيفا لكثرة الاستعمال.

وقد كان يذهب الزجاج إلى هذا، وهو مذهب الكوفيين، وقد ذكرناه في غير هذا الموضع مستقصي.

قال: سمعت فصحاء العرب يقولون في بيت امرئ القيس:

فقلت يمين الله أبرح قاعدا ... ولو قطعوا رأسي لديك وأوصالي (١)

برفع اليمين كما رفع (لعمر الله)، وأضمر، يمين الله قسمي.

ومن روى (يمين الله) بالنصب أراد (أحلف بيمين الله) وحذف الباء فنصب.

ورفعه كقولهم: (أيمن الله)، و (أيمن الكعبة) و (أيم الله) وفيه معنى القسم وكذلك قولهم: (أمانة لله).

قال: " ومثل ذلك قولهم: يعلم الله لأفعلن وعلم الله لأفعلن

وإعرابه كإعراب (يذهب زيد)، والمعنى (والله لأفعلن) وذا بمنزلة يرحمك الله.

وفيه معنى الدعاء. أراد أن قولنا: (يعلم الله) و (علم الله) لفظه الإخبار بذلك ومعناه معنى القسم كما أن (يرحمك الله) لفظه لفظ الإخبار بان الله يرحمه وفيه معنى الدعاء وكذلك (اتقى الله امرؤ عمل خيرا) لفظه لفظ الخبر ومعناه ليفعل وليعمل وفي نسخة أخرى (ليتق الله).

قال: وحدثني هارون القارئ أنه سمع

فذاك أمانة الله الثّريد

بالرفع على ما فسرنا.

هذا باب ما يذهب التنوين فيه من الأسماء بغير إضافة، ولا دخول ألف، ولام ولا لأنه لا ينصرف وكان القياس أن يثبت التنوين فيه


(١) البيت في ديوانه ٣٢، والخزانة ٤/ ٢٠٩، والعيني ٢/ ١٣، والخصائص ٢/ ٢٨٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>