للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما قول العبدي:

فنيّتنا ونيّتهم فريق (١)

ولم يثن فلأن " الفريق " قد يستعمل بلفظ واحد في الواحد والاثنين والجمع كما تقول: هذا صديق وهما صديق وهم صديق.

وقال الله عز وجل في مثله: عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمالِ قَعِيدٌ (٢) وأما قولهم:

(لا محالة أنك ذاهب) (ولا بد أنك ذاهب) فالذي يظهر من كلام سيبويه أن: " أنك " في موضع خفض " بمن " المحذوفة. وهو على القلب الذي تراه من خفض " أنّ " بعد حذف الخافض منها في الباب الذي ذكر فيه ذلك.

قال أبو العباس: إذا قلت: لا محالة أنك ذاهب " فأنك " في موضع رفع بخبر المبتدأ كما تقول: لا رجل أفضل منك. وكذلك: لابدّ أنك ذاهب. فإن قال قائل: " لا " الثانية الناصبة هي جواب هل من؟ فما المسألة التي جوابها لا محالة ولا بد وما معنى ذلك؟ ومن أي شيء أخذ؟

قيل له لا محالة والحيلة فمعناها واحد هل من محالة في كذا؟ وهل من حيلة من كذا؟

ومعناه: هل من محالة من تركه أو من المخلص منه؟ فيقول المجيب: لا محالة منه. أي في الخلاص منه. وأما: " بد " فأصلها من مفارقة الشيء ومنه قيل: تبّدد الشيء: تفرق.

وبددته: فرقته. ومنه قوله: (٣)

... ... والخيل تعدوا في الصّعيد بداد

أي متفرقة وقولهم: رجل أبد. وامرأة بداء إذا تفرق. ما بين فخذيه. كما قال:

فبدّت الرّجل فما تضمّها (٤)


(١) سبق تخريجه.
(٢) سورة ق، الآية: ١٧.
(٣) عجز بيت للنابغة الجعدي صدره:
وذكرت من لبن المحلق شربة
انظر المقتضب: ٣/ ٣٧١، الخزانة: ٤/ ٤٧١، المخصص: ١٧/ ٦٤.
(٤) في اللسان (بدد) وكل من فرج رجليه فقد بدهما قال الراجز:
جارية أعظمها أجمعها

<<  <  ج: ص:  >  >>