للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وسألته عن قولهم: زيد أسفل منك فقال: هذا ظرف كقوله عز وجل: وَالرَّكْبُ أَسْفَلَ مِنْكُمْ (١)

كأنه قال: زيد في مكان أسفل من مكانه، ومثل هذا الحذف في " أول " لكثرة استعمالهم إياه قولهم: لا عليك فالحذف في هذا الموضع كهذا.

ومثله: هل لك في ذلك، ومن له في ذلك، ولا يذكروا له حاجة ولا لك حاجة، ونحو هذا أكثر من أن يحصى. وقال الشاعر:

يا ليتها كانت لأهلي إبلا ... أو هزلت في جدب عام أولا (٢)

" فأولا " يكون على الوصف والظرف؛ لأنه لا ينصرف.

وقد كان الزجاج يجيز أن يكون منع " أول " الصرف كما منع " أمس " الصرف في لغة بني تميم؛ لأنه استعمل في الكلام بغير إضافة، فصار كالمعدول، كأخر وأمس في لغة بني تميم.

قال سيبويه: وسألته عن قوله من دون، ومن تحت، ومن فوق، ومن قبل، ومن بعد، ومن دبر، ومن خلف. فقال: أجروا هذا مجرى الأسماء المتمكنة لأنها تضاف وتستعمل غير ظرف، ومن العرب من يقول: من فوق ومن تحت يشبهها ب " قبل " و " بعد ".

وقال أبو النجم:

أقبّ من تحت عويض من عل (٣)

وقال آخر:

لا يحمل الفارس إلا الملبون ... المحض من أمامه ومن دون (٤)

وكذلك من أمام، ومن قدام، ومن وراء، ومن قبل ومن دبر، وزعم الخليل أنهن نكرات كقول أبي النجم.


(١) سورة الأنفال، من الآية ٤٢.
(٢) البيت بلا نسبة في الكتاب ٢٢٩، وابن يعيش ٦/ ٣٤، واللسان (وأل).
(٣) البيت في الكتاب ٣/ ٢٩٠، وشواهد المغني للسيوطي ١٥٤، واللسان (علا).
(٤) البيت بلا نسبة في الكتاب ٣/ ٢٩٠، والتصريح ٢/ ٥٢، واللسان (لبن).

<<  <  ج: ص:  >  >>