للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ونظيره من العربية (صيقل) و (صياقلة) و " صيرف " و " صيارفة " و " قشعم " و " قشاعمة " فقد جاء أعرب ك (ملك) و (ملائكة)، وقالوا: (أناسيه) لجمع (إنسان) وكذلك إذا كسرت الاسم وأنت تريد (آل فلان) أو جماعة الحي أو بني فلان وذلك قولك (المسامحة) و (المناذرة) و (الأحامرة) و (الأزارقة)، وقالوا: (الدّياسم) و (المعاول)، كما قالوا: (جوارب) شبهوه بالكواكب حين أعرب وجعلوا (الدّياسم) بمنزلة (الغيالم) والواحد (غيلم) ومثل ذلك (الأشاعرة)، وقالوا: (البرابرة) و (السّيابجة) فاجتمع فيها العجمة وأنها من الإضافة إنما يعني البربريين كما أرادت ب (المسامعة) المسمعيّين وأهل الأرض (كالحي).

قال أبو سعيد: اعلم أن ما كان من الأعجمي والمنسوب رباعيا فإن أكثر ما يجيء جمعه بالهاء وهو الباب فيه وما لم يأت بالهاء فهو مشبه بالعربي وبغير المنسوب فأما المنسوب فمثل قولنا المسامعة وأحدهم (مسمعيّ) و (المناذرة) وأحدهم (منذريّ) وواحد (المهالبة) (مهلّبيّ) وكذلك (أحمريّ) و (أزرقي) ولزوم الهاء في ذلك على وجهين أحدهما توكيد التأنيث فيه كما ذكر في بعض ما مضى من الجمع كقولنا (حجر) و (حجارة) و (ذكر) و (ذكور) و (ذكارة) ونظيرهما مما لا هاء فيه (جمل) و (جمال) و (جبل) و (جبال) وقالوا (أسد) و (أسود) فزيادة الهاء في حجارة وذكورة توكيد للتأنيث لأنه جمع مكسر وربما قالوا في (جمال) (جمالة) وفي (حجار) (حجارة) وقد مضى ذلك والوجه الثاني أن المنسوب إذا جمع فقد حذف منه ياء النسب والمحذوف عن الواحد قد يعوض في التصغير والجمع كقولنا في جمع (سفرجل) (سفاريج) وفي تصغيره (سفيريج) وفي جمع (حبنطى) و (قلنسوة) وتصغيرهما " حبانيط " و " قلانيس " و (حبينيط) و (قلينيس) والهاء تكون عوضا عن الياء كقولهم (زنادقة) و (جحاجحة) والأصل (زناديق) و (جحاجيح)؛ لأنه جمع (زنديق) و (جحجاج) وحقه أن يكون بالياء وذكر سيبويه أن الهاء عوض عن الياء فتكون الهاء في هذه الجموع عوضا مما حذف من أحدهما. ويكون الأعجمي مخصوصا بدخول الهاء لتوكيد التأنيث في الجمع المكسر والدلالة على أنه أعجمي.

والذي يقول (جوارب) و (كيالج) شبهه بالعربي وهو الصوامع و (الكواكب) والذي يدخل الهاء لم يخرج أيضا عن

قياس العربي لأنهم قالوا (صيقل) و (صياقلة) و (قشعم) و (قشاعمة).

وأما (ملك) و (ملائكة) فالأصل في (ملك) (ملأك) وهو مأخوذ من (المألكة) وهي

<<  <  ج: ص:  >  >>