للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإن كان فاعل لغير الآدميين كسّر على فواعل، وإن كان لمذكر أيضا لأنه لا يجوز فيه ما جاز في الآدميين من الواو والنون فضارع المؤنث ولم يقو قوة الآدميين كقولك (جمل بازل) و (جمال بوازل)، و (عاضة) و (عواضة) وهو الذي يرعى العضاة،: ضرب من الشجر.

قال: وقد اضطر الشاعر فقال:

وإذا الرّجال رأوا يزيد رأيتهم ... خضع الرّقاب نواكس الأبصار (١)

وقد كان تقدم في جمع فاعل من الشرح ما يغني عن ذكره.

" وأما ما كان فعيلا فإنه يكسر على (فعلاء) وعلى " فعال "، فأما ما كان " فعلاء " فنحو (فقهاء) و (بخلاء) و (ظرفاء) و (حلماء) و (حكماء).

وأما ما جاء على فعال فنحو (ظريف) و (ظراف) و (كريم) و (كرام) و (لئيم) و (لئام) و (بريء) و (براء).

ويقال: (بريء) و (برآء)، قال الله تعالى: إِنَّا بُرَآؤُا مِنْكُمْ (٢) ويقال أيضا (براء) في معنى (برآء) استثقالا للهمزتين وبينهما ألف.

ويقال أيضا: براء، وليس بجمع مكسر وهو كالمصدر يقع للواحد والاثنين والجمع والمذكر والمؤنث يقال: (رجل براء) و (رجلان براء) و (رجال براء) و (امرأة براء) و (نسوة براء).

قال الله عز وجل: إِنَّنِي بَراءٌ مِمَّا تَعْبُدُونَ (٣).

وفعال بمنزلة فعيل؛ لأنهما أختان، ألا ترى أنك تقول طويل وطوال وبعيد وبعاد.

قال: وسمعناهم يقولون: (شجيع وشجاع وخفيف وخفاف) وتدخل في مؤنث " فعال " الهاء كما تدخّلها في مؤنث " فعيل " تقول امرأة طويلة وطوالة وخفيفة وخفافة.

وما كان من هذا مضاعفا كسّر على " فعال " كما كسر غير المضاعف، وذلك


(١) البيت للفرزدق وهو من قصيده يمدح بها آل المهلب وخص من بينهم ابنه " يزيد " والشاهد فيه جمع (ناكس) صفة العاقل على (نواكس) انظر الكامل: ٢٦٢، المخصص: ١٤/ ١١٧، ابن يعيش: ٥/ ٥٦، والخزانة: ١/ ٩٩.
(٢) سورة الممتحنة، الآية: ٤.
(٣) سورة الزخرف، الآية: ٢٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>