للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لأنه عنده مصدر ففصل بينهما وقد تقدم القول في (جنب) وما ذكرت فيه عن الأخفش من جواز التثنية والجمع.

قال سيبويه: وأما ما كان " مفعالا " فإنه يكسر على (مثال) (مفاعيل) (كالأسماء) وذلك لأنه شبه بفعول، حيث كان المذكر والمؤنث فيه سواء ففعل ذلك به كما كسّر " فعول " على " فعل " فوافق الأسماء ولا يجمع بالواو والنون كما لا يجمع فعول وذلك قولك: (مكثار) و (مكاثير) و (مهذار) و (مهاذير) و (مقلات) و (مقاليت).

- والمقلات: المرأة التي لا يعيش لها ولد- وما كان " مفعلا " فهو بمنزلته لأنه للمذكر والمؤنث سواء فأما " مفعل " فنحو (مدعس) و (مقول) تقول (مداعس) و (مقاول) وكذلك المرأة- والمدعس: الجيد الطعن- وأما (مفعيل) فنحو (محضير) و (محاضير) و (مئشير) (١) و (مآشير).

قال أبو سعيد: اعلم أن ما كان من هذه الأسماء يستوي فيه المذكر والمؤنث فالباب في جمعه التكسير كقولنا (صبور) و (عجول) للذكر والأنثى و (مفعال) كقولنا (مكثار) و (مهذار) للذكر والأنثى وما كان أيضا ذكره على خلاف بنية أنثاه كقولنا: (أحمر) و (حمراء) و (سكران) و (سكرى) فالباب في جمعه التكسير ولا يجمع المذكر منه بالواو والنون ولا المؤنث بالألف والتاء إلا ما يشذ ويضطر إليه شاعر فيشبهه بغيره من الجموع كقول الكميث:

فما وجدت بنات بني نزار ... حلائل أحمرين وأسودينا (٢)

والباب فيه (حمر) و (سود) و (حمران) و (سودان) وإذا كان شيء من ذلك اسما جمع بالواو والنون والألف والتاء تقول في (الأحمر) و (الحمراء) إذا كانا نعتين (حمر) للذكر والأنثى وإن سميت امرأة ب (حمراء) قلت (حمراوات) كما جاء في الحديث " ليس في الخضراوات شيء " (٣) لأنه اسم ولو سميت رجلا ب (أحمر) و (أسود) جاز أن تجمعه


(١) في اللسان (أشر): الأشر: المرح، الأشر: البطر.
(٢) نسبه ابن عصفور أيضا إلى الكميت في المقرب: ٢/ ٥٠ وهو من قصيدة لحكيم بن عياش الكلبي وهو المعروف بالأعور الكلبي من شعراء الشام يهجو بها مضر. انظر ابن يعيش: ٥/ ٦٠، الخزانة:
١/ ٨٦ - ٣/ ٣٩٥، والدرر: ١/ ١٩، والأشموني: ١/ ١٣٢.
والشاهد في البيت قوله: أسودين وأحمرين حيث جمع أسود وأحمر جمع مذكر سالم بالياء والنون.
(٣) الحديث أخرجه الترمذي في صحيحه: ٣/ ١٣٢ - ١٣٣، (باب ما جاء في زكاة الخضراوات) =

<<  <  ج: ص:  >  >>