للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ومثله قول زهير:

ثم استمروا وقالوا إنّ موعدكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيدأو ركك (١)

واسم الماء- فيما ذكروا: ركّ، فاضطرّ الشاعر إلى تحريك الكاف الأولى، بحركة الراء، ومثله في هذه القصيدة:

كما استغاث بسيء فزّ غيطلة ... خاف العيون فلم ينظر به الحشك (٢)

وإنما هو: " الحّشك " ومعناه: الدّرّة، وامتلاء الضرع، من قولك: حشك يحشك حشكا. قال الهذلي:

إذا تجرّد نوح قامتا معه ... ضربا أليما بسبت يلعج الجلدا (٣)

فكسر اللام من " الجلد " إتباعا للجيم، والقصيدة من الضرب الأول من البسيط، موضع اللام من " الجلد " متحرّك.

وأولها:

ماذا يغير ابنتي ربع عويلهما ... لا ترقدان ولا بؤسى لمن رقدا (٤)

وأما قول الراجز:

علّمنا أخوالنا بنو عجل ... شرب النبيد واعتقالا بالرّجل (٥)

فليس من هذا الباب، وإنما هو من باب إلقاء حركة الحرف الأخير على الساكن الذي قبله، وهو جيّد بالغ في الكلام والشّعر، كقولك: " مررت ببكر "، " وهذا بكر "؛ كقول أوس:

... ... كما طرّقت بنفاس بكر (٦)

أراد: " بكر " ومثله:

عجبت والدّهر كثير عجبه ... من عنزيّ سبّني لم أضربه (٧)


(١) البيت في ديوانه ص ١٦٧، واللسان (قيد).
(٢) البيت في ديوانه ص ١٧٧، واللسان (حشك).
(٣) البيت لعبد مناف بن ربع الهذلي في ديوان الهذليين ص ٦٧٢، واللسان (لعج)
(٤) البيت في ديوان الهذليين ص ٦٧١، واللسان (غير).
(٥) البيتان في اللسان (عجل).
(٦) البيت في ديوانه ص ٣١، واللسان (لمم) برواية أخرى.
(٧) البيت لزياد الأعجم في اللسان (لمم) وابن يعيش ٩/ ٧٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>