وقال آخر:
نبئت قافية قيلت تناشدها ... قوم سأترك في أعراضهم ندبا
وأما تسمية البيت قافية فقد قيل أن بيت عبد بني الحسحاس:
أشارت بمدراها وقالت لتربها ... أعبد بنى الحسحاس يزجى القوافيا
يريد يعمل قصيدة يزجى أبياتها، أي ينظمها ويسوقها. وفي قول الفرزدق:
إذا ما قلت قافية شرودا ... تنحلها ابن حمراء العجان
قال أبو عبيد: إن البعيث وهو ابن حمراء العجان لما قال جرير:
أترجو كليب أن يجيء حديثها ... بخير وقد أعيا كليبا قديمها
سرقه الفرزدق، وقد كان الفرزدق قال قبل ذلك:
أترجو ربيع أن يجئ صغارها ... بخير وقد أعيا ربيعا كبارها
وأما حرف الروي فحرف مجمع عليه وتختلف عبارات الناس عنه وتحديدهم له وأصح ذلك أن يقال هو الحرف الذي لا يخلو منه جميع فنون الشعر، وقد يخلو من الإطلاق وقد يخلو من التقييد والردف والتأسيس وغير ذلك مما هو سوى حرف الروي، وهو القاف في:
وقاتم الأعماق خاوي المخترق
واللام في:
صحا القلب عن سلمى وأقصر باطله ... وعزى أفراس الصّبا ورواحله
ورأيت الأخفش لا يفرق بين الروي وبين حرف الروي بل الأغلب في عبارته الروي، وترجم في كتاب القوافي في هذا باب ما يكون رويا من الياء والواو والألف، ويقويه قول النابغة:
بحسبك أن تهاض بمحكمات ... يمر بها الرّوي على لساني
فسر الرواة أن الروي هو القافية، ورأيت بعض المحدثين يذكر أن الرويّ غير حرف الروي، يقول: أن الروي هو جملة ما به قوام الشعر من الوزن والقافية فيقال قصيدة كذا على روي قصيدة كذا إذا اتفقنا في الوزن والقافية، فإن اتفقنا في أحدهما دون الآخر لم يقل إنهما على روي واحد، وقد ذكر أن الروي ما يحمل أشعار العرب من الوزن والقافية، وأنه سمي رويا لحمله الشعر، وحمله له أنه لا يتم إلا به، قال: وإن قيل لحامل