للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فهنّ يعكفن به إذا حجا ... عكف النّبيط يلعبون الفنزجا (١)

وإنما هو: " البنجكان ". قال أبو حاتم: البنجكان: الدّستبند.

وقال أيضا:

يوم خراج يخرج السّمرّجا (٢)

وأصله بالفارسية: " سامرّه "، يعني: يخرج في كل سنة ثلاث مرّات.

وقال آخر:

لو كنت بعض الشّاربين الطّوسا (٣)

أراد: " أذرنطوس " وهو دواء.

قال آخر وهو رؤبة:

بارك له في شرب أذرنطوس

فعرّب مّرة بالطّوس، ومرة بأذرنظوس.

وقال آخر:

في جسم شخت المنكبين قوش (٤)

أراد: كوجك، فغيّر.

ولهذا أشباه كثيرة لا أحصيها، وليس في شيء مما ذكرناه من تعريب العجمية، والتكلم بها في الشعر معربة، ولا في إبدال حرف جر من غيره، مما تقدّم ذكره، ضرورة وإنما ذكرناه ليعلم أنه مما يجوز في الكلام والشعر، ولا ينسب قائله إلى دخول في ضرورة.

ومما لا يجوز إلا في الشعر جعل الكاف في موضع " مثل " اسما، وإدخال حروف الجر عليها، كإدخالها على مثل؛ مثل قولهم: " زيد ككعمرو "، يريدون به: كمثل عمرو، فجعلوا الكاف الثانية في موضع مثل، وجعلوا الكاف الأولى حرف جرّ دخل عليه. قال:


(١) البيتان في ديوانه ٨، واللسان (عكف).
(٢) البيت في ديوانه ٨، واللسان (سمرج).
(٣) البيت لرؤبة في ديوانه ٧٠.
(٤) البيت لرؤبة في ديوانه ٧٩، واللسان (قوش).

<<  <  ج: ص:  >  >>