أما أبو إسحاق الزجاج فقال: هو فعيل مأخوذ من قوله عز وجل على قراءة من همز يُضاهِؤُنَ قَوْلَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ قَبْلُ [التوبة: ٣٠] أي: يشابهون الضهباء التي لا تحيض ولا ينبت لها ثدي كأنها تشابه الرجل في ذلك.
وقد حكي وليس يثبت ضهيد، وهو فعيل، والذي عليه أهل العلم إنه مصنوع، ومن ذلك ويستعور قال سيبويه هو فعلول مثل عظم [] (١) والياء والتاء أصليتان.
وقال أحمد بن يحيى ثعلب وأبو بكر بن دريد هو يفتعول وليس ذلك شيء.
وقال سيبويه في مثل شحشح ورقرق وما أشبه ذلك فعلل.
وقال صاحب كتاب العين وهو قول الزجاج وهو فعفل ومما جاء في شعر العرب أشياء للتوهم منها أنها من غير كلام العرب، وإذا لم تكن من كلامها فلا استدراك على سيبويه فيها منها السليطيط وهو فعيليل ومعناه من:
المسلط قال أمية:
إن الأنام رعايا الله كلهم ... هو السليطيط فوق الأرض مستطر
والسليطيط في البيت القاهر ومستطر قادر وخرنباش نبت طيب الريح قال الشاعر:
اتتنا رياح الغور من نحو أرضها ... بريح خرنباش الصرائم والحقل
والماجشون ثياب منصبغة قال أمية بن أبي عائذ الهذلي:
ويخفي بفتحاء مغبرة ... تخال القتام بها الماجشونا
والماطرون اسم موضع بناحية الشام واطئها.
رومية قال الشاعر:
طال ليلي وبت كالمحزون ... واعترتني الهموم بالماطرون
وقد ذكر ثقات من أهل اللغة حروفا لم يذكر سيبويه مثالها دزبذبان وكذبذب وكذبذب مخففا ومشددا وذلك كله الكذاب قال الشاعر:
فإذا سمعت بأنني قد بعتها ... بوصال غانية فقل كذبذب
وصعفوق وهو فعلول قال العجاج:
من آل صعفوق واتباع أخر
(١) كشط بالأصل.