للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

" ضرب عمرو زيدا " فحذفت " عمرا " وقلت: " ضرب زيد ". ولو كان الفعل يتعدّى إلى ثلاثة مفعولين، ونقلته إلى ما لم يسمّ فاعله صار فعل المفعول يتعدّى إلى اثنين، كقولك:

" أعلم زيد عمرا منطلقا " وقد كان: " أعلم الله زيدا عمرا منطلقا " فافهم هذا الترتيب.

ولو كان الفعل غير متعدّ إلى شيء من المفعولات، فنقلته إلى ما لم يسمّ فاعله أقمت المصدر، أو الظرف، أو حرفا من حروف الجرّ المتصلة بالاسم مقام الفاعل، وذلك قولك: " سير بزيد السير الشّديد فرسخين يومين "، تقيم الباء مقام الفاعل؛ وإن شئت قلت: " سير بزيد السير الشّديد فرسخين يومين "، تقيم " السّير " مقام الفاعل؛ وإن شئت قلت: " سير بزيد السّير الشّديد فرسخان يومين " و " فرسخين يومان "، أيّ الظرفين شئت، أقمته مقام الفاعل.

واعلم أن الفعل الذي يتعدّى يجوز أن لا تذكر مفعوله فيما لا يسمّى فاعله وتقام حروف الجرّ أو الظرف أو المصدر مقام الفاعل، كقولك: " ضرب بزيد " و " ضرب ضربتان في الدّار اليوم "، " وضرب اليوم في الدّار ضربتين ".

قال سيبويه: " فإن شئت قدّمت وأخّرت، فقلت: " كسي الثّوب زيد " و " أعطى المال عبد الله، كما قلت: ضرب زيدا عبد الله، فأمره في هذا المكان كأمر الفاعل ".

وقد بيّنا هذا، ويجوز أن يقال أيضا فيه: " الثّوب كسي زيد " و " المال أعطى عبد الله " كما تقول: " زيدا ضرب عمرو ".

قال سيبويه: " واعلم أن المفعول الذي لا يتعداه فعله إلى مفعول يتعدى إلى كل شيء تعدّى إليه فعل الفاعل الذي لا يتعدّاه فعله إلى مفعول ".

يعني: أن قولك: " ضرب زيد " هو فعل للمفعول الذي لا يتعدى إلى مفعول آخر يتعدّى إلى الظرف من الزمان والمكان والمصدر والحال، كما تعدّى فعل الفاعل إلى هذه الأربعة، وإن كان لا يتعدّى إلى مفعول غيرها كقولك: "

جلس " و " قام " و " ذهب ".

ثمّ مثّل تعدّي فعل الفاعل إلى هذه الأربعة فقال: " وذلك قولك: ضرب زيد الضّرب الشّديد "، فهذا قد تعدّى إلى المصدر.

ثم بيّن أن فعل المفعول قد يجوز أن يجعل الظرف معه مفعولا على سعة الكلام، كما كان ذلك في فعل الفاعل فقال: " ضرب عبد الله اليومين اللّذين تعلم، لا تجعله ظرفا "، يعني اليومين " ولكن كما تقول: يا مضروب اللّيلة الضّرب الشّديد "، الليلة في

<<  <  ج: ص:  >  >>