للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فنصب " العسل ". " بشراب "، كما يقول: " أما العسل فأنا شارب، أو أنا أشرب ".

قال:

(بكيت أخا اللأواء يحمد يومه ... كريم، رؤوس الدّارعين ضروب) (١)

أراد: ضروب رؤوس الدارعين، فقدم كما يقدّم في " ضارب ".

وقال: (أبو طالب ابن عبد المطلب):

ضروب بنصل السّيف سوق سمانها ... إذا عدموا زادا فإنّك عاقر) (٢)

أراد: ضروب سوق سمانها بنصل السيف.

وقال: (وقد جاء في " فعل " وليس في كثرة ذلك. قال الشاعر:

أو مسحل شنج عضادة سمحج ... بسراته ندب لها وكلوم) (٣)

قال أبو سعيد: اعلم أن النحويين قد خالفوا سيبويه في تعدي " فعل، وفعيل "، وجريهما مجرى الأفعال، فقالوا: لا تتعدى، ولا تعمل عمل الفعل. فلا يقال: " رجل حذر عمرا "، ولا " زيد رحيم أخاه ". وقالوا من قبل أن " فعيل، وفعل " هما اسمان يبنيان للذات، لا لأن يجريا مجرى الفعل، فيكون كقولك: " رجل كريم ونبيل " و " رجل عجل، ومغث، ولقس "، إذا كان ذلك في طبعه، وأنشد سيبويه بيتين في تعدي " فعل "، وبيتا في تعدي " فعيل ".

وقد أنكر مخالفوه احتجاجه بالأبيات:

فأما البيت الأول، فقوله: أو مسحل شنج عضادة سمحج- وهو للبيد- وموضع الاحتجاج: نصب " عضادة " ب " شنج " - فقال النحويون: انتصاب " عضادة " على الظرف، لا على المفعول به، ومعنى " عضادة ": القوائم، " وشنج " لازم، و " مسحل ": هو العير، و " سمحج ": هي الأتان، كأنه قال على مذهب النحويين: أو حمار لازم يمنة أتان، أو يسرة أتان، أو ناحية أتان على تقدير: لازم في ناحية أتان.

وقال المحتج عن سيبويه: شنج: في معنى لازم والعضادة: هي القوائم، وهي لا تكون


(١) البيت بدون نسبة في سيبويه ١/ ١٥٧، الأعلم ١/ ٥٧.
(٢) ديوان أبي طالب الورقة ١١، الخزانة ٣/ ٤٤٦، الدرر اللوامع ٢/ ١٣٠.
(٣) البيت للبيد بن ربيعة في ديوانه ١٢٥، الخزانة ٣/ ٤٥١.

<<  <  ج: ص:  >  >>