للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأقسام قسما قسما بتعليله وما فيه إن شاء الله.

فأما فعال في الأمر إذا وقع موقع فعل الأمر فإن حكمه أن يقع مسكنا في الأمر فإنه وقع موقع فعل الأمر، وهو مسكن فاستحق مثل حال الذي وقع موقعه، والتقى في آخره ساكنان الألف الزائدة ولام الفعل، فوجب تحرك اللام لالتقاء الساكنين، وكان الكسر أولى بها لعلتين إحداهما أن نزال مؤنثة والكسر من علم التأنيث فأعطي أشكل الحركات بها، والدليل على ذلك قول زهير:

ولأنت أشجع من أسامة إذ ... دعيت نزال ولج في الذعر (١)

فأنث نزال. والعلة الثانية: أنه لما التقى في آخره ساكنان كسرنا على حد ما يوجبه التقاء الساكنين من الكسر. وزعم سيبويه أنه يطرد في هذا الباب من الأفعال الثلاثية كلها أن يقال فيها فعال بمعنى افعل فما كان افعل منه غير

متعد لم يتعد فعال الذي وقع موقعه وما كان افعل متعديا تعدى فعال منه نحو حذار ونزال ومناع، كما تقول: اترك، احذر، امنع، قال الكميت:

نعاء جذاما غير موت ولا قتل ... ولكن فراقا للدعائم والأصل (٢)

أراد أنع جذاما، وقال آخر:

تراكها من إبل تراكها ... أما ترى الموت لدى أوراكها (٣)

وقال آخر:

مناعها من إبل مناعها ... أما ترى الموت لدى أرباعها (٤)

وقد يكون مثل هذا في الفعل الرباعي إلا أنه قليل لا يجعل أصلا ولا يقاس عليه، قالوا قرقار في معنى قرقر، وعرعار في معنى عرعر وعرعار لعب، قال الشاعر:

قالت له ريح الصبا قرقار ... واختلط المعروف بالإنكار (٥)

وقال النابغة:


(١) ديوانه ٨٩، الخزانة ٣/ ٦١.
(٢) سيبويه والشنتمري ١/ ١٣٩، الصاغاني ٨.
(٣) قائله: طفيل بن يزيد الحارثي. شرح ابن يعيش ١/ ٥١٥.
(٤) شرح ابن يعيش ١/ ٥١٥، الخزانة ٢/ ٣٥٤.
(٥) ابن خالويه ٤٠، منسوب لأبي النجم العجلي. المخصص ٩/ ١٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>