للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كمن ضيَّع أركان وأسباب فروسيَّته وقوَّته؛ فلم يجدها (١) عند الحاجة.

وقوله: "واقطعوا الركب" إنما أمرهم بذلك لئلَّا يعتادوا الرُّكوب دائمًا بالرِّكاب، فأحبَّ أن يعوِّدهم الركوب بلا رُكُبٍ، وأن يَنْزُوا على الخيل نَزْوًا.

وقوله: "ارتموا الأغراض": أمَرَهم بأن يكون قصدهم في الرمي الإصابة، لا البُعْد، وهذا هو المقصود من الرمي، ولهذا إنما تكون المناضلة على الإصابة لا على البُعْد، كما سنذكره إن شاء الله تعالى (٢) *.

فصلٌ

فلو لم يكن في النِّضال إلا أنه يُزِيل الهمّ ويدفع الغمّ (٣) عن القلب؛ لكان ذلك كافيًا في فضله، وقد جَرَّبَ ذلك أهلُه.

وقد روى الطبراني (٤) من حديث هشام بن عُرْوة عن أبيه عن عائشة


(١) في (ح، مط) (لا كمن ضيَّع أسباب فروسيته وقوته عند الحاجة).
(٢) (ص/ ٢٥٧ - ٢٥٨ و ٣٠٢).
(٣) في (ح، مط) (يدفع الهمّ والغمّ).
(٤) أخرجه الطبراني في فضل الرمي رقم (٢٥)، وفي المعجم الصغير رقم (١١٥٨).
وهو حديث واهٍ جدًّا، تفرد به محمد بن المنذر عن هشام به. قال ابن حبان: "كان ممن يروي عن الأثبات الأشياء الموضوعات، لا يحِلُّ كتابة حديثه إلا على سبيل الاعتبار". المجروحين (٢/ ٢٥٩) وقال الحاكم: "يروي =

<<  <  ج: ص:  >  >>