للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإذا تعلَّم الناس أسبابه وتدرَّبوا فيها وتمرَّنوا عليها قبل لقاء العدو = ألفاهم ذلك عند اللقاء قادرين على عدوهم، مستعدِّين للقائه، وكل من المتسابقين والمتناضلين يريد أن يغلب صاحبه كما يريد المقاتل أن يغلب خصمه، فهو يتعلَّم غَلَبة صاحبه، ليتوصل (١) إلى غلبة عدوه.

وهذا كجدل (٢) المتناظرين في العلم؛ فإن أحدهما يورِد على صاحبه من الممانعات (٣)، والمعارضات، وأنواع الأسئلة ما يرد على الآخر جوابه، ليعرف الحق في المسألة، فإذا جادله مبطلٌ، كان مستعدًّا لمجادلته بما تقدَّم له من المناظرة مع صاحبه (٤).

فالمناظرة في العلم نوعان:

أحدهما: للتمرين (٥) والتدرُّب على إقامة الحجج ودفع الشبهات.

والثاني: لنصر الحق، وكسر (٦) الباطل.

والأول: يشبه السباق والنضال، والثاني: يشبه الجهاد وقتال


(١) في (ظ) (غَلَبة صاحبه بل إلى غلبة عدوه) وفي (ح)، (مط) (عليه) بدل (غلبة صاحبه) والصواب ما أثبت.
(٢) في (مط)، (ح) (كحال).
(٣) فى (مط) (ح) (صاحبه المانعات).
(٤) في (ظ) (مما تقدم له من المناظرة صاحبه)، وفي (ح، مط) (بما تقدم له بالمناظرة مع صاحبه).
(٥) في (ح، مط) (للتمرن).
(٦) في (مط) (لنصرة الحق وكبت الباطل)، وفي (ح) (لنصر الحق، وكَبْت الباطل).

<<  <  ج: ص:  >  >>