للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فصلٌ

وكثيرٌ من الناس تشتبه عليه الشجاعة بالقُوَّة، وهما متغايران، فإن الشجاعة هي (١): ثباتُ القلب عند النوازل؛ وإن كان ضعيف البطش (٢).

وكان الصِّدِّيق أشجع الأُمَّة بعد رسول الله ، وكان عُمَرُ وغَيْرُهُ أقوى منه، ولكن برز على الصحابة كلهم بثباتِ قلبه في كل موطن من المواطن التي تزلزل الجبال، وهو في ذلك ثابت القلب، ربيط الجأش، يلوذ به شجعان الصحابة وأبطالهم، فيثبَّتُهم ويشجِّعُهم.

ولو لم يكن له (٣) إلا ثبات قَلْبه يوم الغَار وليلته.

وثبات قَلْبهِ يوم بَدْرٍ، وهو يقول لرسول الله : "يا رسول الله! كفاك بعض (٤) مناشدتك ربَّك؛ فإنه منجز لك ما وعدك" (٥).

وثبات قلبه يوم أحد، وقد صَرَخ الشيطان في الناس بأن مُحَمَّدًا قد قُتِل، ولم يبق أحدٌ مع رسول الله إلا دون عشرين في (٦) أُحدٍ، وهو مع (٧) ذلك ثابت القلْب، سَاكن الجَأْش.


(١) من (ظ).
(٢) انظر كتاب الروح للمؤلف ص ٣٥٢ - ٣٥٣.
(٣) من (ظ).
(٤) من (ظ).
(٥) أخرجه البخاري في صحيحه رقم (٤٥٩٤)، ومسلم في صحيحه رقم (١٧٦٣) واللفظ لمسلم مطوّلًا من حديث ابن عباس .
(٦) من قوله (رسول) إلى (في) من (ظ).
(٧) في (ح، مط) (في).

<<  <  ج: ص:  >  >>