للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

سفيان بن حسين الواسطي، وهو ضعيف لا يحتج بمجرَّد روايته عن الزهري؛ لغلطه في ذلك" (١).

قلتُ: فقد غلَّط الإمامُ الشافعيُّ سفيان بن حسين في تفرده (٢) عن الزهري بحديث: "الرِّجْل جُبَار فقال:

"روى سفيان بن حسين عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة مرفوعًا: "الرجل جبار" ثم قال: "وهذا غلطٌ والله أعلم؛ لأنَّ الحفاظ لم يحفظوا ذلك" (٣).

وهذا إسناد حديث المحلِّل بعينه وعيانه، والعلَّة واحدة بعينها؛ فإن الحفاظ لم يحفظوا (٤) رفعه كما تقدَّم.

وقال ابن عديّ والدَّارقطني والبيهقي (٥): تفرَّد بهذا الحديث عن الزهري سفيانُ بن حسين؛ قال الدارقطني: "وهو وهم؛ لأن الثقات خالفوه، ولم يذكروا ذلك".

قال البيهقي: "وقد رواه مالك والليث وابن جُرَيج ومَعْمَر وعُقَيْل وسفيان بن عُيَيْنة وغيرهم عن الزهري، ولم يذكر أحدٌ منهم فيه:


(١) انظر مجموع الفتاوى (١٨/ ٦٣ - ٦٤).
(٢) في (ح، مط) (بتفرده).
(٣) انظر كتاب اختلاف العراقيين للشافعي - (٨/ ٣٥٣ - الأُم - ط: دار الوفاء). ونصُّه ( … فهو - والله أعلم - غلط، لأنّ الحفاظ لم يحفظوا هكذا).
(٤) من قوله (ذلك) إلى (لم يحفظوا) سقط من (ح).
(٥) انظر الكامل في ضعفاء الرجال (٣/ ٤١٥)، والسنن للدارقطني (٣/ ١٥٢)، والسنن الكبرى للبيهقي (٨/ ٣٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>