للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والقضيب في نصفها، فزالت قوة القوس من السهم، وحصلت جميع القوة في المجرى، وقد حدَّدَ حذَّاق هذا الرمي ما يصل من القوَّة إلى السهم، فوجدوا ربع القوَّة، فما ظنُّك بربع القوة مع الخَطَر والغَرَر؟!

ويكفي في (١) التفضيل أن أول من رمى بك نُمْرُوْد بن كَنْعَان؛ كما تقدَّم، وأوَّل من رمى بي آدم أبو البشر؛ كما حكاه محمد بن جرير الطَّبري في "تاريخه" (٢): إنَّ الله سبحانه لما أمر آدم بالزراعة حين أُهبط إلى الأرض (٣) من الجنة فزرع؛ أرسل الله تعالى إليه طائرين يأكلان ما زرع، ويخرجان ما بذر، فشكا ذلك إلى الله تعالى، فأهبط (٤) عليه جبريل وبيده قوس ووتر وسهمان، فقال: يا جبريل! ما هذا - وأعطاه القوس -؟ قال: هذه قوة من (٥) الله تعالى. وأعطاه الوتر، وقال: هذه شدَّة من (٦) الله، ثم أعطاه السَّهْمَيْن، فقال: يا جبريل: ما هذه؟ فقال: هذه نكاية الله تعالى، وعلَّمه الرمي بها، فرمى بهما الطائرين، فقتلهما وسُرَّ بذلك.

ثم صار عِلْم الرمي إلى إبراهيم الخليل، ثم إلى ولده إسماعيل، وقد ثبت في "الصحيح" (٧) عن النبي أنه قال لنفر من أَسْلَم: "ارموا


(١) من (ظ، ح).
(٢) لم أقف عليه في المطبوع.
(٣) قوله (إلى الأرض) ليس في (ظ).
(٤) في (ظ) (فهبط).
(٥) من (ظ).
(٦) من (ظ).
(٧) تقدم تخريجه (ص/ ١٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>