[٣٦١٣] ومنه حديث سعد بن أبي وقاص -رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال): لا تقوم الساعة حتى يخرج قوم يأكلون بألسنتهم) الحديث. ضرب للمعنى مثلا بما يشاهده الراءون من حال البقر; ليكون أثبت في الضمائر، وذلك أن سائر الدواب تأخذ من نبات الأرض بأسنانها والبقر بلسانها، فضرب بها] المثل [لمعنيين: أحدهما أنهم لا يهتدون من المآكل إلا] إلى [ذلك سبيلا] ١٥٤/ب [كما أن البقرة لا تتمكن من الاحتشاش إلا بلسانها.
والآخر: أنهم في مغزاهم ذلك كالبقرة التي لا تستطيع أن تميز في رعيها بين الرطبة والشوكة، وبين الحلو والمر، بل يلف الكل بلسانه لفا، فكذلك أولئك الذين يتخذون ألسنتهم ذريعة إلى مآكلهم لا يميزون بين الحق والباطل، ولا بين الحلال والحرام {سماعون للكذب أكالون للسحت}.
] ٣٦١٤ [وفي معناه حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- الذي يليه، وفيه (الباقرة) مكان البقرة، كأنه أدخل الهاء فيها على أنها واحد من جنس كالبقرة من البقر، وقد قرئ في الشواذ {إن البقر تشابه علينا}.
والذي وجدناه من قول أهل اللغة، أن البقر اسم للجنس. وجمعه الباقر ولم نجد الهاء ملحقة بها إلا في هذا الحديث.
] ٣٦١٦ [ومنه قوله في حديث أبي هريرة (من تعلم صرف الكلام ...).
أريد به الزيادة من القول على ما مر بيانه، مأخوذ من صرف الدراهم. والصرف الفضل يقال: هو لا يحسن صرف الكلام, أي فصل بعضه من بعض.