[٢٨٤٣] قول كعب بن مالك - رضى الله عنه - (كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خرج إلى سفر خرج الخميس وكان يحب ان يخرج يوم الخميس). قلت: اختياره يوم الخميس للخروج محتمل لوجوه: أحدها: أنه يوم مبارك، ترفع فيه أعمال العباد إلى الله، وقد كانت سفراته لله، وفى الله، وإلى الله، فأحب أن يرفع فيه عمل صالح، فأنشأ سفرته فى الخميس. والثانى: أنه أتم أيام الأسبوع عدداً. والثالث: أنه كان يتفاءل بالخميس فى خروجه، وكان من سنته أن يتفاءل بالاسم الحسن. والخميس: الجيش؛ لأنهم خمس فرق: المقدمة، والقلب، والميمنة، والميسرة، والساقة، فيرى فى ذلك من الفأل الحسن، حفظ الله له؛ وإحاطة جنوده به حفظاً وحماية.
[٢٨٤٥] ومنه حديث أبى بشير الأنصارى - رضى الله عنه - (أنه كان مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فى بعض أسفاره فأرسل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رسولا: لا يبقين فى رقية بعير قلادة. .الحديث) قد سبق القول فى نظائره وقد قيل: إنه أمر بقطع ذلك؛ لأنهم كانوا يعلقون بها الأجراس من رقبة البعير، وهى مزامير الشيطان، ثم إنها تحول بين الرفقة وبين الملائكة الذين يصاحبونهم للتأييد والدعاء لهم، والتبرك بهم، والتبريك عليهم.
[٢٨٤٦] ومنه حديث أبى هريرة- رضى الله عنه- قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا سافرتم فى الخصب فأعطوا الإبل حقها من الارض ... الحديث) أى: حظها من نبات الأرض، وفى رواية أخرى:(فأعطوا السن حظها) أى: ذوات السن. وحظها الرعى، وسن الرجل إبله: إذا أحسن رعيتها والقيام عليها، كأنه صقلها،