للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومعنى قوله: (يصدرون منها)، أي: ينصرفون عنها، فإن الصدر إذا عدى بعن اقتضى الانصراف، وهذا على الاتساع، ومعناه النجاة منها بأعمالهم؛ إذ ليس هناك انصراف، وإنما هو المرور عليها، فوضع الصدر موضع النجاة للمناسبة التي بين الصدر والورود.

ومن باب صفة الجنة

(من الصحاح)

[٤٢٢٣] حديث أنس- رضي الله عنه- عن النبي - صلى الله عليه وسلم - (موضوع سوط في الجنة ...) الحديث.

قلت: إنما خص السوط بالذكر؛ لأن من شأن الراكب إذا أراد النزول في منزل أن يلقى سوطه قبل أن ينزل معلماً بذلك المكان الذي يريده لئلا يسبقه إليه أحد.

[٤٢٢٤] وفي معناه قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي يتوله من رواية أبي سعيد [١٩٢/ب] الخدري- رضي الله عنه- (ولقاب قوس أحكم) والقاب ما بين المقبض والسية، ولكل قوس قابان، والراجل يبادر إلى تعيين المكان بوضع قوسه، كما أن الراكب يبادر إليه برمي سوطه.

[٤٢٢٥] ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - في حديث أبي موسى الأشعري- رضي الله عنه: (وما بين القوم وبين أن ينظروا إلى ربهم إلا رداء الكبرياء).

يريد بذلك أن العبد المؤمن إذا تبوأ مقعده من الجنة تبوأ والحجب مرتفعة والموانع التي تحجزهم عن النظر إلى ربهم مضمحلة إلى ما يصدهم عن هيبة الجلال وسبحات الجمال وأبهة الكبرياء، فلا يرتفع ذلك منهم إلا برأفة ورحمة منه تفضلاً على عباده.

وقد بينا في أول الكتاب تصور المعنى في رداء الكبرياء.

<<  <  ج: ص:  >  >>