للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: وأرى في الرجل احتمالاً أقوى مما ذكروا، وهو أن يكون الراوي روى الحديث بالمعنى، وظن أن الرجل يسد مسد القدم.

ومما يؤيد ذلك أن البخاري روى هذا الحديث في كتابه بإسناده عن أبي هريرة من طريقين، وفي أحدهما: (فيضع الرب قدمه عليها) وفي الآخر: (حتى يضع رجله) ورواه أيضاً بإسناده عن أنس، وفي رواية: (حتى يضع رجله) أو قال: (قدمه).

قلت: ويحتمل أن يكون وضع القدم والرجل من باب المجاز والاتساع، ولم يرد بهما أعيانهما، بل أراد بذلك ما يدفع شرتها ويسكن سورتها ويقطع مسألتها، ويدل عليه قوله: (فيضع الرب قدمه عليها) ولم يقل: (فيها) وفي حديث أنس لم يذكر ظرفاً، ثم إنه أتى بهما من غير إضافة إلى الله سبحانه. وقوله: (قط قط)، أي: كفى كفى، وقط، إذا كانت بمعنى حسب، فهي مفتوحة القاف ساكنة الطاء، وإذا أضيفت قلت: قطك هذا الشيء وقطني، وقطي، وقط، والذي يعتمد عليه من الرواية في هذا الحديث بسكون الطاء، ويحتمل الكسر، أي: حسبي حسبي، وفي سائر نسخ المصابيح انتهي بها إلى ثلاث، وهي إحدى الروايات في كتاب مسلم، وفيما سوى ذلك منه، وفي سائر طرقها من كتاب البخاري لم يتعد بها عن الثنتين، والله أعلم.

ومن باب بدء الخلق

(من الصحاح)

[٤٢٩٤] قوله في حديث عمران بن حصين- رضي الله عنه: (كان الله ولم يكن قبله شيء وكان

<<  <  ج: ص:  >  >>