قلت: وإن ادعى مدعِ الضعف في إسناد حديث مخنف فلا سبيل له إلى ادعاء ذلك في حديث نبيشة فإن رجاله مرضيون، وفي كتاب المصابيح أن حديث مخنف منسوخ، وأكثر الظن أنه تزيد من متصرف في الحديث برأيه فإن النسخ إنما يرد على الأحكام الواجبة، ولم يقل أحد بوجوب العتيرة لا قبل ولا بعد وإنما حمل حديثه في العتيرة على الاستحباب على ما هو في حديث نبيشة والعجب ممن يرمي حديث مخنف بالضعف ثم يزعم أنه منسوخ والقائل بالنسخ قائل بثبوت الحديث المنسوخ، هذا وقد ذكر في حديث مخنف أنه شهد خطبة النبي ? يوم عرفة فسمعه يقول ذلك، ولا يخفى على ذي علة بالحديث أن النبي ? لم يخطب بالموسم إلا في حجة الوداع وذلك قبل موته بأشهر، ومن لنا أن يثبت أن النهى كان بعد ذلك، فالصواب أن يحمل كل واحد منهما على ما ذكرناه ليتفق الحديثان.
ومن باب صلاة الكسوف
(من الصحاح)
[١٠٠٦] قوله في حديث ابن عباس - رضي الله عنه -: (فتناولت منها عنقوداً ولو أخذته لأكلتم منه ما بقيت الدنيا) الخطاب في قوله ? (لأكلتم) إما لأهل الإيمان من أمته، وإما لبني آدم؛ لأن من حضره