[٣٦٩٤] ومنه حديث عبد الله بن الشخير العامري قال: (انطلقت في وفد بني عامر الى رسول الله فقلنا: انت سيدنا، فقال: السيد هو الله ...) الحديث.
سلك القوم معه في الخطاب مسلكهم مع رؤساء القبائل فإنهم كاموا يخاطبونهم بنحو هذا الخطاب فكره ذلك ; لأنه كان من حقه أن يخاطبوه بالنبي والرسول، فهي المنزلة التي لا منزلة وراءها لأحد من البشر، وحول الأمر فيه الى الحقيقة فقال: السيد هو الله أي: الذي يملك نواصي الخلق ويتولى أمرهم ويسوسهم. وقوله (قولوا قولكم) أي: قول أهل ملتكم فخاطبوني بما تخاطبونني به، ودعوا التكلف والهرت في المدح.
ويحتمل أنه أراد بالقول القول الذي جئتم له وقصدتموه ولا يستجرينكم أي: ليستتبعنكم الشيطان فيتخذكم جرية أي: وكيله فيتكلم على ألسنتكم.
يقال: جريت جريا واستجريته أي اتخذته وكيلا.
ومن باب البر
(من الصحاح)
] ٣٦٩٧ [قول أسماء -رضي الله عنها- في حديثها (يا رسول الله، إن أمي قدمت علي وهي راغمه)، قيل أي: هاربة من قومها، وقيل كارهة اسلامي وهجرتي، وهذا أولى التأويلين.